نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 149
الشخصية ، ولا خادم فيها ولا مخدوم ، وإنما هما خادمان لشخصية واحدة هي شخصية المجتمع ، الذي لا قوام له ولا بقاء إلا بتكافل هاتين اليدين على خيره وبقائه [1] ) . الصوم : مقدمة : قال تعالى في كتابه الكريم : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون [2] " . وهذه الآية الكريمة تشير إلى أن الحضارات القديمة كلها عرفت الصوم ، عرفته وسيلة للتقرب من الآلهة ، أو عرفته وسيلة للتطهير والسمو بالنفس ، ويمكننا أن نجول جولة سريعة ندون بها بعض ما ورد في هذه الحضارات عن الصوم . فالمصريون القدماء عرفوا الصوم ، فقد كانوا يصومون أيام الأعياد كوفاء النيل والحصاد ، أما رجال الدين فكانوا يصومون ستة أسابيع في العام ، وكان صومهم من طلوع الشمس إلى غروبها حيث يمتنعون عن تناول الطعام ومباشرة النساء . وعرف اليونان والرومان الصوم ، ومن أهم ما عنوا به أنهم كانوا يصومون قبل الحرب رجاء النصر ، وكان رجال الدين في جزيرة كريت يصومون مدى الحياة عن أكل اللحوم والأسماك والطيور . وعرف المجوس الصوم ، وبالغت بعض فرقهم فيه حتى سميت " الصيامية " لأن أتباعها تجردوا للعبادة وأمسكوا عن الطيبات من الرزق كأكل الأسماك والطيور وعن النكاح والذبائح تزهدا .
[1] الإسلام عقيدة وشريعة للأستاذ الشيخ محمود شلتوت ص 87 - 88 . [2] سورة البقرة الآية 183 .
149
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 149