نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 126
تتفق مع كل زمان ومكان ؟ يالله ! ! إن لجانا علمية ضخمة تجتمع لبحث مشكلة واحدة ، وتنفض وتجتمع ، وتقرأ وتدرس ، ثم تقترح ، ويعدل اقتراحها عدة مرات ، ثم تصدر قراراتها ، ويعد سنين قليلة يلحظ الناس أن هذا التشريع لم يعد يناسب العهد الذي جد ، فتجتمع لجان أخرى وتبحث من جديد وهكذا دواليك . أين هذا من الشؤون التي نظمها محمد في عشر سنوات فجاءت مع تنوعها وهي فصل الخطاب ؟ والجديد كذلك في معجزات محمد أنها - بالإضافة إلى خلودها - ليست عصا تنقلب ثعبانا ولا ناقة تشرب النهر ، إنما هي من طبيعة عمل الرسول ، فإذا جاء رجل يدعي الطب ، فإن خير دليل يدعم به دعواه طبه ودواؤه الناجح ، وإذا جاء مدرس يدعي الإحاطة بعلم الفلسفة فإن خير برهان يقدمه هو أن يقف محاضرا فيعرض أفانين من الفلسفات ، وكذلك محمد قال إنه نبي جاء برسالة تنظم شؤون الدين والدنيا ، شؤون الروح والجسد ، ثم برهن على ذلك بأن نظم وقنن القوانين وأتى بالتشريعات التي حققت ما قال ، ولا تزال تحققه حتى العهد الذي نعيش فيه ، وأي معجزة أكبر وأقوى من تلك المعجزة الخالدة ؟ وأخيرا فهناك اتجاه جديد أيضا في معجزات محمد ، ذلك الاتجاه هو استعمال العقل بيسر وهدوء ، فقد كانت المعجزات السابقة تشده العقول وتفحم ، فلا تتيح للإنسان فرصة التفكير ، من ذا الذي يستطيع أن ينجو من نار ألقي فيها ؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يجعل عصاه ثعبانا يلقف الثعابين ؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يحيي الموتى أو يبرئ الأكمه دون دواء ؟ ولكن هذه العقول سرعان ما تعود إلى نفسها وتفكر فيما رأت ، فتعتقد أو يعتقد أكثرها
126
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 126