نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 124
كما سبق أن أوضحنا ، ودين الإسلام انقلاب اجتماعي وفكري لما كانت عليه البشرية قبله ، فلا بد من تقديم معجزة لتكون دليلا للناس على صدق النبي . على أنه يمكن أن يقال أن الإسلام مر بمرحلتين ، كان قبل الهجرة قليل التشريعات والتكاليف فاتجه للدعوة للتوحيد وترك عبادة الأوثان ، فسار على نمط أديان المرحلة الأولى من الحث على استعمال العقل والتخويف والانذار : قال تعالى : - أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ، وإلى السماء كيف رفعت ، وإلى الجبال كيف نصبت ، وإلى الأرض كيف سطحت ، فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر [1] . - إن سعيكم لشتى ، فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى [2] . وبعد الهجرة - حيث التشريعات الواسعة - برزت معجزات الإسلام التي تحدثنا عنها عند الكلام عن " دعوة في الميزان " وسنزيدها هنا وضوحا . وقد تجئ المعجزة أمرا خارقا للعادة على العموم كمعجزة إبراهيم إذ لم تحرقه النار ، وكناقة صالح التي قال بعض المفسرين إنها خرجت من الصخرة أو التي كان لها شرب ولهم شرب يوم معلوم كما ورد في القرآن الكريم ، وقد تجئ المعجزة من جنس شئ اشتهر في عهد المرسل إليهم كاشتهار السحر في عهد موسى ، والبلاغة في عهد محمد ، ولذلك تجئ معجزة موسى أشبه بالسحر
[1] سورة الغاشية الآيات 17 - 21 . [2] سورة الليل الآيات 4 - 11 .
124
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 124