نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 118
تعالى بنا نبحث الموضوع بشئ من الانطلاق لنحق الحق ، والذي أراه أن هناك أمورا مسلما بها هي : 1 - يلزم الاجماع على عصمة الأنبياء في التبليغ ، وقد سبق الحديث عن ذلك . 2 - يلزم الاجماع على أنهم بعد الرسالة لا يرتكبون الكبائر قط ولا الصغائر عمدا ، قال تعالى " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا " [1] ، والأئمة والهداة لا يمكن أن يعملوا الكبائر أو يتعمدوا الصغائر . 3 - يلزم الاجماع على أنهم قبل البعثة نخبة مصطفاة من أحسن معاصريهم سيرة وخلقا ، قال تعالى : " الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس [2] " والآية واضحة في أن الرسل صفوة الخلق وخيارهم ، وقوله تعالى " الله أعلم حيث يجعل رسالته [3] " مما يدل على أن الرسالة يختار لها خير رجال العصر وقد هتف قوم صالح به يقولون فيما رواه القرآن الكريم : " يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا " [4] مما يدل على سمو مكانة الأنبياء بين ذويهم قبل بعثتهم . 4 - يلزم أن نتذكر حقيقة هامة يقررها القول الشائع " حسنات الأبرار سيئات المقربين " ، فإذا قلنا ببشرية الأنبياء وجواز الخطأ عليهم في غير ما تلزم العصمة فيه ، فليس معنى هذا أن الأنبياء يخطئون كما تخطئ نحن ، فمن الواضح أن العالم لا يرتكب الخطأ الذي يقع فيه الجاهل ، فكذلك لا يمكن أن يتساوى الأنبياء مع بقية البشر في نوع الخطيئة ، أي أنهم إن أخطئوا فزلات بسيطة وهفوات يسيرة لأنهم بطبيعة الحال أكثر دقة وهداية ورعاية من الله .
[1] سورة الأنبياء الآية 73 . [2] سورة الحج الآية 73 . [3] سورة الأنعام الآية 124 . [4] سورة هود الآية 62 .
118
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 118