نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 117
الأنبياء والعصمة : بقي موضوع يتصل ببشرية الرسل أيضا ، وهو جواز الخطأ على الأنبياء ، وهذا الموضوع دقيق للغاية ، وأغلب الكتاب يتحرزون من الخوض فيه خشية القول بجواز الخطأ على الأنبياء . ومنهم من خاض فيه باحثا عن البراهين التي تساعده على القول بعصمة الأنبياء ، وعدم إمكان وقوع الخطأ منهم ، وفي قمة هؤلاء ، الشيعة الذين يثبتون عصمة الأنبياء وعصمة الأئمة أيضا ، ويرون أن الرسول لو لم يكن معصوما من الزلل لقلت الثقة به ولانتفت فائدة البعثة [1] . وهناك كتب خصصها الشيعة لبحث ذلك الموضوع ولتأويل كل ما يحتمل خلاف العصمة ، ومن أهم هذه الكتب كتاب " تنزيه الأنبياء " للسيد الشريف المرتضى ، وفي هذا الكتاب يقرر المؤلف أن الشيعة يرون أنه لا يجوز على الأنبياء شئ من المعاصي والذنوب كبيرا أو صغيرا لا قبل النبوة ولا بعدها ، ويقولون في الأئمة مثل ذلك [2] . والعجيب أن قول الشيعة بعصمة الأنبياء تسرب إلى أهل السنة ، وأصبح رأي جمهور المسلمين ، ولم يجد هذه الاتجاه معارضة تذكر من العلماء والباحثين المسلمين المحدثين ، لأنه موضوع يتصل بالأنبياء ، ويدفع الورع أغلب الباحثين فلا يتعرضون لرد ما قال به الجمهور ، ولذلك نجد أستاذنا الإمام محمد عبده يذكر رأي الجمهور ويعلق بقوله : " ومن العسير إقامة الدليل العقلي أو إصابة دليل شرعي يقطع بما ذهب إليه الجمهور [3] .
[1] السيد محمد صادق الصدر الشيعة ص 117 . [2] اقرأ كتاب تنزيه الأنبياء في أمكنة متعددة واقرأ كذلك تاريخ التربية الإسلامية للمؤلف ص 393 - 395 من الطبعة الرابعة . [3] رسالة التوحيد ص 83 .
117
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 117