نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 116
ومسألة بشرية الرسل مسألة هامة في التفكير الإسلامي ، ولعل العناية الكبرى التي وجهت في الإسلام لإيضاح هذه المسألة تسببت عن الضلالات التي سبقت الإسلام ، وهي تأليه الأنبياء أو حتى تأليه النابهين من المفكرين ، فقد أله المسيحيون عيسى وأله البوذيون بوذا وهكذا ، ولذا نجد محمدا - كما يقول المستشرقون - يقفل كل باب يظن أنه يوما ما يكون مسلكا لتأليهه أو حتى فيه شبهة التأليه ، فإذا وقف له بعض أتباعه صاح بهم : لا تقفوا كما تقف الأعاجم ، فلست بملك ، وإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ، ويختار مكانا ليعسكر فيه في غزوة بدر ، ثم يشير عليه أحد الصحابة بمكان أفضل فيقبل رأيه وينتقل إليه ، أما القرآن الكريم وفي هذا الموضوع وجلاه ، فلم تقم شكوك من أي نوع حول بشرية محمد ، إنما أصبحت بشريته حقيقة واضحة مسلما بها ، اقرأ هذه الآيات : - قل إنما أنا بشر مثلكم [1] . - قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء [2] . - قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا [3] . - قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا [4] . - قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله [5] . - وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ؟ [6] .
[1] سورة فصلت الآية 6 وسورة الكهف 111 . [2] سورة الأعراف الآية 188 . [3] سورة الجن الآية 21 . [4] سورة الجن الآية 22 . [5] سورة يونس الآية 49 . [6] سورة آل عمران الآية 144 .
116
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 116