responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 107


جاءوا لئلا يقول الناس " ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى " [1] .
جاءوا ليدعوا الناس إلى تحويل اهتمامهم من اللذائذ الفانية إلى الرغائب السامية ، من عبادة المادة إلى التمتع بالروحانيات ، ليضعوا بذلك الأسس لمجتمعات صالحة فيها تعاون وإيثار .
جاءوا على العموم لتحقيق خير الناس في دنياهم وآخرتهم ، على أن يحملوا للناس ما تحتمله عقول الناس من إرشادات .
ومن الواضح أنه ليس من وظائف الرسل ما هو من عمل المدرسين ومعلمي الصناعات ، فليس مما جاءوا له تعليم التاريخ ، ولا تفصيل ما يحويه عالم الكواكب ، ولا بيان ما اختلف من حركاتها ، ولا ما استكن من طبقات الأرض ، ولا مقادير الطول فيها والعرض ، ولا ما تحتاج إليه النباتات في نموها ، ولا ما تفتقر إليه الحيوانات في بقاء أشخاصها وأنواعها ، وغير ذلك مما وضعت له العلوم وتسابقت في الوصول إلى دقائقه الفهوم ، فإن ذلك كله من وسائل الكسب والبحث ، هدى الله إليه البشر بما أودع فيهم من الادراك والعقول ، وكل دخل الأديان في ذلك هو حراسة العقول حتى لا تشط أو تزل ، فتحدث بأبحاثها ريبا في الاعتقاد بالأساس العام لهذا الكون ، وهو تقدير إله واحد خالق له ، متصف بكل صفات الكمال ، وإذا كان قد ورد في كل الأنبياء بعض إشارات للكون وأحوال الأفلاك ، فالمقصود توجيه النظر إلى حكمة المبدع وقدرة الصانع ، أما التفاصيل العلمية للكون والأفلاك فأبحاث يطلبها من استطاع من مجالاتها العلمية .



[1] سورة طه الآية 134 .

107

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست