نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 101
ويقدم علماء الكلام على توحيد الله دليلا سهلا قاطعا هو : إذا كان هناك تعدد آلهة فهل كل إله يستطيع أن يعمل وحده كل شئ أو أنه عاجز وحده عن ذلك ؟ فإذا كان يستطيع وحده أن يعمل كل شئ فما فائدة الآلهة الآخرين ؟ وإن عجز وحده عن ذلك كان بعيدا عن طبقة الألوهية ، فالإله لا يمكن أن يكون عاجزا ولا أن تتوقف قوته على سواه . صفات الله : قصدنا بهذا العنوان " صفات الله " أن نوضح أن ذات الله توصف ولا تدرك ، فالله سبحانه وتعالى خالق الكون ، وطبيعة الخالق مخالفة لطبيعة المخلوق ، كما يختلف النجار عن الباب الذي يصنعه ، وعلى هذا يرشدنا القرآن إلى معرفة الله بآثاره الدالة على صفاته ، وكمال جلاله وجماله ، وتنزهه عن المماثلة لخلقه ، أو الاتحاد ، أو الحلول في شئ مما خلق ، وأوصد أمام الإنسان باب التطلع إلى معرفة حقيقته وذاته ، وصرفه عن محاولة التفكير في هذا الباب . . . والعجز عن إدراك حقيقة الذات الأقدس عقيدة من عقائد الإيمان بالله ، وهو نفسه برهان على سمو الألوهية الحقة عن الدخول في دائرة التفكير العقلي المحدود بطبيعته ، والذي لا يجد مجالا لتخطي ما وراء الكون [1] . ويقول الإمام محمد عبده إن النظر في صفات الخالق يهدي بالضرورة إلى المنافع الدنيوية ، ويضئ للنفس طريقها إلى معرفة من هذه آثاره ، وعليها تجلت أنواره . . . وأما الفكر في ذات الخالق فهو طلب للاكتناه من جهة ، وهو ممتنع على العقل البشري ، لما علمت من انقطاع النسبة بين الوجودين ، ولاستحالة التركيب في ذاته ، وتطاول إلى ما لم تبلغه القوة البشرية من جهة
[1] الأستاذ الأكبر الشيخ شلتوت ، الإسلام عقيدة وشريعة ص 20 .
101
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 101