نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 92
الحكمة ، فالحكمة هي الجسر الوحيد الذي يجتاز عليه المرء بسلام بحر هذا العالم ، وتنال الحكمة بالسعي والجهد ، لأن العلم لا ينزل علينا بنفسه ، فالسعي والجد هما الأساس ، وليس هناك شئ يسمى الحظ أو القضاء والقدر فنحن الذين نخلق حظنا بمجهودنا ، وليس من سبيل لتجنب الشقاء أو التخلص منه إلا بسعينا وجهودنا ، فالذين يتكلون على القضاء والقدر ولا يسعون بأنفسهم هم أعداء أنفهسم ، وهم الجهلة والكسالى . فالحظ اسم لشئ لا وجود له إلا في أوهام العجزة البله . " فإذا كان هناك شئ يصح أن يسمى الحظ فذلك الشئ هو أعمالنا الماضية ، ومن أجل هذا يجب على كل واحد منا أن يسعى بعزم ثابت ليحقق ما يريد . " وأول ما يطالب به الطالب الباحث عن الحق أو الراغب في تحرير نفسه من انحلال العبودية يتلخص في كلمات أربع هي : الطمأنينة ، والقناعة ، وملازمة الحكماء ، والتأمل العميق ، ومعنى الطمأنينة أن يصفو قلب المرء من كل كدر ، ومعنى القناعة ألا يرغب في شئ ولا يعادي شيئا ، فالحكمة لا تنزل على العقل الذي استعبدته الأهواء والرغبات ، ومصاحبة الحكماء تزيل الظلمات عن القلب ، والتأمل العميق هو الوسيلة إلى الحق . " ويعرف الشخص الذي تجمعت فيه هذه الصفات بأن يصبح في حال لا السرور يسره ، ولا الألم يحزنه ، ولا يتأثر قلبه بالرغبة أو الكره ، وأنه على رغم انهماكه الظاهر في الأعمال الدنيوية لا يتعلق عقله بشئ من الدنيا ، لا يؤذي سلوكه أحدا ، يكون صديقا للجميع ، ترى ظاهره مشغولا ولكن باطنه في الحقيقة مطمئن تمام الاطمئنان ، تحرر من جميع قيود الطوائف والمعتقدات والطبقات والتقاليد والعادات والكتب ، استراح
92
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 92