responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 91


ويا ترى ماذا يجود علينا به ذلك الزمن الذي نسميه بالشباب ؟ وهل الشباب إلا كومضة برق تختطف أبصارنا ثم لا تلبث أن تختفي ؟ وتجئ بعدها الشيخوخة بآلامها القاسية .
" تتراءى النساء جميلات فاتنات لحين من الزمن فقط ، وذلك أيضا للذين على أبصارهم غشاوة من الجهل ، وإلا فالحقيقة التي لا مراء فيها أنه ليس في أجسادهن شائبة من الجمال ، وإنما هو جهلنا الذي يخدعنا فيظهرهن لنا كأنهن جميلات .
" فيا ترى ما الفائدة من الحياة التي لا مناص فيها من الشيخوخة والموت ؟
لا مفر لإنسان من الشيخوخة ، إنها تصرع حتى الأبطال الذين لا يعرفون الهزيمة قط في ساحة الميدان ، وتلحق حتى الذين يختفون خوفا منها في الكهوف ، وما قيمة الجسد ، والأفراح ، والثروة ، والجاه ، والملك ، إن كان محتما علينا أن نموت عاجلا أو آجلا وأن يقضي الموت على كل شئ ؟
" إن جميع الروابط والعلاقات سلاسل من الأسر والعبودية ، والمسرات كلها أمراض فتاكة ، كل إنسان تخدعه نفسه ثم تسوقه إلى شراك الأهواء والرغبات ، فيبتلى بمصيبة " تكرار الميلاد " .
قال راما لأستاذه بعد أن انتابته هذه الأفكار : أخبرني يا سيدي المرشد عن أحسن طريق للتحرر من آلام الحياة .
وبدأ الأستاذ يجيب فكان مما قال : " إن علة سائر الآلام والمصائب هي ( تريسنا ) Trisna أي الرغبة في المآرب الدنيوية ، إن هذه الرغبة تلدغ صاحبها كالحية السامة الفتاكة ، وتقطع كالسيف البتار ، وتنفذ كالرمح الحاد ، وتحرق كالنار ، وتطحن كالرحى الثقيلة ، ونحن نفتتن بالحياة لأننا نجهل فطرتنا الحقيقية وماهية الدنيا ، فإذن الجهل هو علة العلل لسائر الآلام ، إن منبع جميع الشرور هي قلة العلم ، وأحسن دواء هو الوصول إلى

91

نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست