responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 88


" واللذائذ الحسية ، عاقبتها الألم والحزن ، فلا يجري العاقل وراءها .
والذي ملك حواسه ونفسه في هذه الحياة ، فهو الناسك حقا ، وهو الذي فاز بنعمة راحة البال . إنه يجد الطمأنينة والراحة ، والنور في روحه ، ويصل إلى النجاة بفنائه في الخالق ، ولا يسعد بهذا إلا من نسي نفسه ، وقهر هواه ، ولا يزال في عمل مستمر لمصلحة الناس عامة .
" وليس الناسك من يتشبث بظواهر النسك وحدها ، فلا يمس النار ، ويفعل هذا ولا يفعل ذلك كالمتنطعين . إنما النسك كيفية قلبية ، لا هيئة خارجية ، فالذي لا يبالي بالعواقب في أداء واجبه ، فهو الناسك الصادق ، والذي يتخلى عن واجباته في الدنيا ، فهو ليس من النسك في شئ .
" ليس للإنسان صديق إلا نفسه ، وليس له عدو إلا نفسه ، ومن تغلب على نفسه فهو صديق نفسه ، ومن قهرته نفسه ، فهو عدو نفسه ، فمن غلب نفسه فأصبح لا يبالي بالحر والبرد ، بالراحة والألم ، بالسراء والضراء فهو صاحب الروح الأكبر ، ومن يرى الصديق ، والعدو ، القريب ، والبعيد ، السعيد ، والشقي ، بعين واحدة فهو المهتدى .
" ليست النجاة للذين افتتنوا بالدنيا ، ولا للذين هجروا الدنيا فارين من واجباتهم ، بل هي للذين يلزمون الطريقة الوسطى ، فلا يفرطون ولا يفرطون ، في مأكلهم ، ومشربهم ، وملبسهم ، ومسكنهم ، إنهم وسط في كل شئ ، فيستريحون كما ينبغي ، وينصبون كما ينبغي .
" والناسك الحق هو الذي يرى وجوده في وجود الآخرين ، ووجودهم في وجوده .
وهو الذي لا يفرق بينه وبينهم ، بل يدرك الله في الجميع ويدرك الجميع في الله .
فمن كان هكذا ، فعلاقته بالله وثيقة لا انقطاع لها . فالذي يحمد الله في خلقه وينسى نفسه ، فهو مع الله أينما كان وحيثما كان ومن يرى سعادة الآخرين وشقاءهم ، سعادته وشقاءه فهو حبيب الله حقا " .

88

نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست