responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 87


لإرضاء حواسه ، فحياته كلها إثم . ليس لأحد أن يسخر غيره لإشباع ميوله .
وإنما الطريق إلى الله أن تكون الأعمال خالصة له ولنفع خلقه .
" اعلم أن أشد أعداء الإنسان ، اثنتان : الشهوة والغضب . وهما اللذان يدفعانه إلى الذنوب ، وكما يغطي الدخان النار ، ويكدر الغبار صفاء المرآة ، كذلك الشهوة والغضب يغطيان عقل الإنسان ، فعلى الإنسان أن يقتل هذين العدوين .
" لا شئ يطهر الإنسان أكثر من هذا العرفان ، والعارف يدرك بالتدريج أن الله معه وفيه ، وأكبر ما يحتاج إليه الإنسان في سلوكه إلى الكمال ، هو الإيمان وقهر النفس " .
وسأل أرجنا مرة أخرى : " ما الأفضل للإنسان : التجرد من الدنيا ومراقبة النفس ، أو تطهير النفس مع التعلق بأمور الدنيا ؟ " .
فأجابه كرشنا قائلا :
" إن الذين يفرقون بين الطريقتين ، أطفال لا يعقلون ، أما العالم العاقل ، فلا يفرق بينهما ، والإنسان يصل إلى الكمال بأي طريق سلكه إن قام بشروطه حق الفيام . والذي يرى الطريقين سبيلا إلى المقصود فهو المصيب .
" والناسك الحق هو الذي لا يبغض أحدا ، ولا يشتهي شيئا ، ولا يرى غير الله شيئا ، إنه يجري وراء واجبه دائما ، طهر قلبه وتغلب على حواسه ، فنفسه في قبضة يده ، لا تنازعه ولا تحيد به عن الصواب ، وهو يرى جميع الأرواح كروحه ، ولا يفرق بينها ، ولا يقصد بعمله إلا وجهه تعالى وحده .
" والذي يقوم بواجبه كما قلت ، يبزغ نور العرفان في داخله كما تبزغ الشمس في السماء ، فيرى ربه بعين قلبه ، ويسعد بالنجاة بعد أن تذهب ذنوبه وتحل محلها الحسمات .

87

نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست