نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 86
" أما أنت ، فكن فوق القشور الويدية . لا تقلقك أفكار الراحة أو التعب ، النجاح أو الخيبة ، بل كن مطمئنا منشرحا في روحك ، والعاقل الذي وصل إلى الحقيقة ، ليست الكتب الويدية له إلا كبئر في مكان ذي أنهار ، فعليك أن تقوم بواجبك ، لأنه واجب عليك ، واجمع عقلك على هذه النقطة وحدها . . " . سأل أرجنا : كيف للمرء أن يجمع عقله ؟ فأجابه كرشنا قائلا : " إن الذي تغلب على أهوائه النفسية ، وملك حواسه كلها ، فلا يخاف شيئا ، ولا يطمع في شئ . ولا يحب أحدا ولا يكره أحدا ، لهو الذي نال العقل وجمعه ، إن الحواس تتبع ميولها ، فعلى المرء أن يجذب إلى قبضته حواسه عن مشهياتها كما تجذب السلحفاة أطرابها إلى بطنها ، أجل ، إن النفس لضاغية جامحة ، إلا أنه يجب السعي لضبطها وتحويلها إلى الله . فالذي لا علاقة له بشئ ، ولا يخاف شيئا ، ولا يطمع في شئ ، وحواسه تحت أمره ، فهو المطمئن حقا ، وإن كان يقوم بأعمال الدنيا كغيره من الناس ، إنما العمل الحقيقي ، هو التحرر من سلطة النفس ، فمن تحرر منها ، فقد فاز بالطمأنينة الحقيقية ، واهتدى إلى الله ، وفاز بالنجاة " . فقال أرجنا : " إن كانت النجاة لا سبيل إليها إلا بالتغلب على الحواس وقهر النفس ، فلماذا نهتم بأمور الناس ؟ " . فأجابه كرشنا قائلا : " إن الذي يتجرد من الدنيا بترك واجبه ، لا يصل إلى الكمال أبدا ، والأعمال التي تأسر الإنسان ، هي التي يقوم بها لإرضاء نفسه . لا لأجل المصلحة العامة . فعلى المرء أن يجعل سائر أعماله خالية ، منزهة من أهواء النفس . وما عاشت هذه الدنيا إلا بمثل هذه الأعمال النبيلة النزيهة ، والذي يطبخ الطعام ليأكله وحده ، لآثم ، وإذا أكل فلا يأكل إلا إثمه . والذي لا يهتم بمصلحة غيره فهو سارق . والذي يحيا
86
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 86