نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 85
الروح كالأجسام يموت ويولد ، فبالحري ألا تتأخر عن الحرب ، لأن الذي ولد ، لا بد من أن يموت ، والذي مات ، لا بد من أن يولد مرة أخرى ، فإن كان هذا مقدرا لا مناص منه ، فلم هذا التردد منك ؟ إن هؤلاء الذين تراهم ، لم يكونوا في الماضي ، ولا يكونون في المستقبل . إنهم أبناء الحال لا غير ، فلم تبكي لهم وتهتم بهم ؟ إن الحياة سر ، تحيرت منه الألباب ولكن لا يفهمه أحد . " ثم إن تأخرك عن الحرب ، يا أرجنا ، مناقض لواجبك كرجل من كشترى ( طبقة المحاربين ) ، إن القدر قد ساق إليك هذه الحرب التي ليست إلا بابا للجنة ، والسعيد من تسنح له فرصة كهذه ، وأنت إن ضيعتها ، تبوء بإثمك ، ويعيرك الناس بالجبن . يظن المحاربون أنك قعدت عن الحرب خوفا وجبنا ، فتسقط من الأعين التي ما زالت تبجلك . تفكر أي أسى يكون فوق هذا الأسى ؟ وهل هناك عار على الرجل أكبر من أن يقال إنه جبان ؟ وأنت إن قتلت ، دخلت الجنة ، وإن عشت ، فزت بملك عظيم . فوطد نفسك على القتال ، وباشره غير مبال بالعاقبة " ! ثم قال كرشنا : " لقد أضلت كلمات ويدا عقلك ، فصرت لا تفهم قيمة الفرض وما يتبعه من الواجبات ، والذين يتمسكون بألفاظ ويدا وحدها ويرونها كل شئ ، يركبون شططا . إنهم إنما يجرون وراء أهوائهم النفسية . يمنون أنفسهم بالجنة ، لأنهم حريصون على لذائذ الحياة ، فيقومون بطقوس يرونها تضمن لهم الجنة ، ولذلك تبلبلت عقولهم ، وتشعبت سبلهم ، وضلت أعمالهم ، فهم في حيرة وارتباك ، يجرون وراء شهواتهم ، ولا يستطيعون حصر أفكارهم في نقطة واحدة .
85
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 85