نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 83
فإني لا أرضى برفع يدي عليهم ، لا ريب إنهم ظالمون ، ومع ذلك لا يطاوعني قلبي في قتالهم . ثم إني إن حاربتهم ، فنيت أسرتنا العريقة في المجد بأسرها ، وبفنائها تفنى سائر عاداتها وتقاليدها ، وإذا ذهبت العادات والتقاليد ، فما الذي يمنع البقية الباقية منها ، ولا سيما النساء من الضلال والغواية ؟ فينتشر الشر وتعم الفتنة في النساء ، وبفساد النساء تختلط الأنساب وتزول فروق المراتب البشرية . إن هذا لشر مستطير ، وهو ما ينتج من هذه الحرب وسفك الدماء . فالذين يتحاربون ويسببون هذا الفساد ، لا بد من أن يجازوا بالجحيم . وليس هؤلاء وحدهم الذين يصلون بالنار ، بل يدخلها أسلافهم كذلك ، لأنهم قد فقدوا أخلافهم الذين عليهم أن يقدموا لأرواح الأسلاف ما يجلب لها الراحة والسعادة . وهكذا تفنى الرسوم والعادات ، وهكذا يذهب الدين فيصير نسيا منسيا ، ونحن ما زلنا نسمع أن الذين كانت حالتهم هكذا ، يدخلون الجحيم الأبدي ، ولذلك فمباشرتنا الحرب ، إثم ليس فوقه إثم ! " . ويجيب كرشنا قائلا : " إن خورك ، يا أرجنا ! في هذه الساعة الرهيبة ، لعار ليس فوقه عار ، وأنت لن تجد بعده راحة البال طول حياتك ، وسيكون ذلك سمة سوداء على جبينك لا يمحوها الدهر أبدا ، أيها البطل الشجاع ! ما هذا الجبن الذي لا يليق برجل مثلك ؟ وطد نفسك على الحرب وسر إلى النصر الذي ينتظرك ! " . فقال له أرجنا : " كيف يحل لي أن أحاربهم وأنا أرى فيهم أساتذتي ، وأعمامي ، وأخوالي الذين يجب علي احترامهم ؟ أليست حياة التسول خير من الملك الذي أناله بقتلهم ؟ " . فيبتسم كرشنا من قول أرجنا ، ويقول له :
83
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 83