نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 78
ولأنها - كما يقولون - كالبحر الذي في قاعه من الدرر البهية والأحجار الكريمة ما لا يعد ولا يحصى ، وهي ينبوع يتفجر ، تفيض منه الثقافة وتنهمر منه الأخلاق والآداب . وعندما نقرأ رواية " سوتا " يشق علينا فهمها ويصعب علينا متابعتها لكثرة الأسماء الصعبة وتشابهها ، ولكثرة الاستطرادات والغموض ، وسنحاول هنا أن نعطي موجزا للقصة ثم نتبعه بنماذج منها . تجري حوادث هذه الملحمة في " هستنابور " حيث كان للملك ولدان الكبير منهما يدعى " دهري تاراشترا " وكان مكفوف البصر ، ولذلك آل الملك إلى الصغير المسمى " باندو " ولكن هذا اقترف ذنبا وهو ملك فحكم عليه بالنفي للتكفير عن الذنب إلى مجاهل الصحراء ، وإلى هناك انتقل الملك وزوجناه ، وآل الملك إلى أولاد أخيه ويطلق عليهم " كورو " . ومات باندو في المنفى بعد أن أعقب خمسة أولاد كانوا يعرفون بخمسة باندو ، وتربى هؤلاء في كنف الناسكين بالكهوف والفيافي حتى وصلوا إلى مرحلة عالية في الدراسة الدينية ، وفي إجادة الويدا وغيرها من الثقافات ، ولما بلغ أكبرهم سن الرشد عاد بإخوته إلى " هستنابور " وطالب بميراثه في الملك بعد أن تمت الكفارة ، فناصبهم " كورو " العداء وانقلبوا حاسدين لهم ، ساعين جهد المستطاع لكل ما يضرهم ويؤذيهم . وبدأت المناوشات تدب بين الفريقين ولكن مساعي الصلح وفقت بينهما فاشتركا في الحكم ، ثم هزم " آل باندو " في لعبة النرد التي كانت تعد طبق التقاليد السائدة شرفا وكرامة لكشتريا ، فقضي عليهم بالنفي عن مملكتهم إلى غابات الصحارى ثلاثة عشر عاما ، وسافر هؤلاء إلى المنفى ، ولما انتهى الأجل المضروب رجعوا إلى المملكة وطالبوا بحقهم ولكن " دريودهن " المنتمي إلى " كورو " رفض أن يرد لهم حقوقهم ، فاحتكم الطرفان إلى
78
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 78