responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 67


الله في التفكير الهندوسي - أن شرحنا كيف انبثق الكون عن الله ، ثم - شرحنا - عند الكلام عن مبدأ الانطلاق - كيف يمكن أن يعود الإنسان إلى الاتحاد بالله ، وفي الويدا مزيد لإيضاح الصلة بين الكون وبرهما مما أدى إلى اعتقادهم بوحدة الوجود ، ولنقتبس من فلسفة الهند الخطوات التي قادت إلى هذا التفكير . فقد كان الناس يؤمنون بأن في العالم قوة عظمة يلزم التقرب لها بالعبادة والقرابين . وكانت هذه القوة تسمى " براهما " وفي مرحلة تالية لم تعد القرابين المادية ضرورية بل حل محلها مراقبات على ظواهر كونية تخيلها الناس ضحايا وذلك كالشمس والنار والهواء ، وفي مرحلة ثالثة راقب الإنسان نفسه وتصورها قربانا يوصل إلى برهما ، وفي مرحلة رابعة تجردت المراقبات عن تصور القرابين ، بل صار الناس يراقبون أنفسهم على أنهم القوة الكامنة العالمية المؤثرة ، ثم وصلوا من التمثل إلى العينية ، وأذعنوا أن النفس الشخصية هي عين القوة الحيوية العالمية أو البرهما ، فصار المفتكر والموضوع الخارجي شيئا واحدا [1] .
وقد صور أستاذ هندي متخصص هذا الموضوع في مقال طويل نقتبس منه بعض الفقرات :
خلقت الحياة هذه من الروح ( Atma ) ، فالإنسان ليس جسمه أو حواسه ، لأن هذه ليست إلا مركبة ، وهي تتغير وتموت وتبلى ، بل الإنسان هو الروح وهي سرمدية أزلية أبدية مستمرة غير مخلوقة .
وذكرت شروح الويدا أن الإنسان من حيث روحه جاء على فطرة الله ( Brahaman ) ، وكما أن شرارة النار نار فإن الإنسان من نوع الإله ، وروحه لا يختلف عن الروح الأكبر إلا كما تختلف البذرة عن الشجرة ، وعندما تجرد الروح من الظواهر المادية تبدأ رحلتها للعودة إلى الروح



[1] محمد عبد السلام : فلسفة الهند القديمة ص 19 - 20 ، 30 .

67

نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست