نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 64
فجسد الإنسان المادي هو الذي يولد من جسدي الوالدين ، وأما الذي يحركه وينشطه ويسيطر عليه فجسد لطيف يتركب من القوى الأساسية والحواس والقوى الآلية المحركة ، والعناصر اللطيفة ، والعقل . فإذا حدث ما نسميه الموت ، مات الجسد المادي وتوقف وبلى ، أما الجسد اللطيف فلا يموت بل يخرج ويعمل مدة من الزمن في آفاق الكون اللطيفة التي تشبه حالة أحلامنا ، فيجرب هناك الجنة والنار التي تكلمت عنها الكتب الدينية ، ثم يعود - مسوقا بالميول والأعمال الماضية - كرة أخرى إلى هذه الحياة متقمصا جسدا جديدا ، وتبدأ بذلك دورة جديدة لهذه الروح ، وتكون هذه الدورة نتيجة للدورة الماضية ، فتوجد الروح في إنسان أو حيوان أو ثعبان ، ويسعد أو يشقى نتيجة لما قدم من عمل في حياته السابقة [1] . ومن الشروط اللازمة لتجوال الروح ، أن الروح في عالمها الجديد لا تذكر شيئا عن عالمها السابق ، فكل دورة منقطعة تماما بالنسبة للروح عن سواها من الدورات [2] . وهنا نجد الديانة الهندوسية تلتقي مع الأديان السماوية في جانب ، ولكنها سرعان ما تبتعد عنها ، فنقطة الالتقاء هي خلود الروح وحسابها على ما قدمت ، ولكن الأديان السماوية ترى الروح كائنا مستقلا بجسم ، فهو يحاسب على ما ارتكب مع هذا الجسم ، ويتم الحساب بعد أن يعترف الإنسان بأخطائه ويذكره بها لسانه الذي نطق ، ويده التي امتدت ، ورجله التي سارت " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " [3] ، أما في الهندوسية فهناك انقطاع تام بين الدورتين ، ومعنى هذا أن الروح تعاقب على ذنب لا تعرفه ولا تذكره .
[1] بروفسور اتريا : المرجع السابق ص 40 . [2] ويدانت ص 43 و . 41 . Religions of the World p : Berry [3] سورة النور الآية 24 .
64
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 64