نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 219
ويبدو أنه كان من وسائل بولس لتدمير المسيحية أن يحطم معتقداتها واتجاهاتها المقدسة ، ووضع لذلك طريقة تكفل له الوقوف في وجه معارضيه عندما يظهر بأفكاره الجديدة ، فادعى شاءول أن السيد المسيح - بعد نهايته على الأرض - ظهر له وصاح فيه وهو في طريقه إلى دمشق قائلا : لماذا تضطهدني ؟ فخاف شاءول وصرخ : من أنت يا سيد ؟ قال : أنا يسوع الذي تضطهده . قال شاءول : ماذا تريد أن أفعل ؟ قال يسوع : قم وكرز بالمسيحية . ويقول لوقا في ختام هذه القصة جملة ذات بال غيرت وجه التاريخ هي : " وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح أنه ابن الله " ( أعمال 9 : 3 - 20 ) . وهكذا وضع بولس لنفسه سياجا يحتمي به لأنه كان يدرك أن معارضة قوية ستهب في وجهه وتنكر هذه المعتقدات الجديدة التي جاء بها ، وهي القول بتعدد الآلهة وأن عيسى ابن الله نزل ليضحي بنفسه للتكفير عن خطيئة البشر ، وأنه عاد مرة أخرن إلى السماء ليجلس على يمين أبيه فأعلن أنه تلقى المعتقدات الجديدة من عيسى مباشرة ، وأنه الوحيد الذي أؤتمن عليها وفي ذلك يقول : وأعرفكم أيها الأخوة ، الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علمته ، بل بإعلان يسوع المسيح . ( غلاطية 1 : 11 - 12 ) ، ويقول كذلك إنه الوحيد الذي أؤتمن على المسيحية الصحيحة ( تيطس 1 : 3 ) وعلى إنجيل مجد الله المبارك ( تيموتاوس الأولى 1 : 11 ) . وقد عارضه الحواريون معارضة شديدة ، وهبوا في وجهه يصارعونه في عناد طويل مرير ، وحققوا عليه كل نصر ، فانفض الناس من حوله تماما ، ولم يبق معه إلا قلة قليلة جدا ، وهو يقرر ذلك بقوله : - أنت تعلم أن جميع الذين في آسيا ارتدوا عني ( تيموتاوس الثانية 1 : 15 ) .
219
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 219