نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 218
- ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل ( سورة آل عمران الآيتان 48 - 49 ) . ومن أجل هذا كان نقل المسيحية من الوحدانية إلى التثليث ، ونقل عيسى من رسول إلى إله ، والقول بأن المسيحية رسالة عامة ، والقول بأن عيسى هو ابن الله نزل ليضحي بنفسه للتفكير عن خطيئة البشر ، وأنه عاد مرة أخرى إلى السماء ليجلس على يمين أبيه ، كان هذا كله عملا جديدا على المسيحية التي جاء بها عيسى . كيف انتقلت المسيحية من حال إلى حال ؟ ومن الذي قام بذلك ؟ ومتى ؟ . هذا ما سنحاول إبرازه فيما يلي : ترتبط هذه الأمور بشخصية مهمة في المسيحية ، هي شخصية شاءول ( بولس ) ، ولذلك يرى الباحثون الغربيون أن المسيحية الحالية بهذه العناصر الجديدة هي من صنع هذا الرجل ، ويقول Berry [1] إن بولس هو في الحقيقة مؤسس المسيحية ، ويقول Wells [2] إن كثيرا من الثقات العصريين يعدونه المؤسس الحقيقي للمسيحية . وبولس كما يقول عن نفسه " يهودي فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الأموات " ( أعمال الرسل 23 : 6 ) وكان عدوا للمسيحيين وفي ذلك يقول : سمعتم بسيرتي قبلا في الديانة اليهودية ، إني كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها ، وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي " ( غلاطية 1 : 20 - 14 ) .
[1] أنظر رأي Rerry في كتاب " المسيحية " ص 69 وما بعدها وبخاصة ص 73