نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 201
القاسية ، وفكرت فيه أديان الهند على أنه جثة عفنة سريعة العطب والفناء ، وكان من الممكن أن تعتبره الهيكل الذي تعيش به الروح المقدسة . والباحثون الغربيون [1] يمتدحون في البوذية أنها حررت الإنسان من الكهنوت والعقائد ووكلتهم إلى ضمائرهم ، فأطلقتهم من عقال التقاليد وشجعتهم على أن يقودوا أنفسهم دون اعتماد على قوى أخرى أو انقياد لما فوق الطبيعة . وإننا لنتساءل إلى أي مدى استطاع البوذيون أن يقودوا أنفسهم وأن يستغنوا عن الرائد والمعبود ، لقد نقلوا بوذا من معلم إلى رائد ثم إلى إله . ويوضح Wells الفرق الكبير بين ما كانت عليه البوذية أو بين الفكرة التي دعا لها جوتاما و بين ما آلت إليه البوذية بقوله [2] : والتبت اليوم قطر بوذي ، ومع ذلك فلو أن جوتاما بعث من قبره حيا لذهب من أقصى التبت إلى أقصاها باحثا عن تعاليمه بلا جدوى ، وسيجد هناك ذلك الطراز العتيق من حكام البشر ، وهو الملك الرب متوجا وممثلا في شخص الدالاي لاما ( Dalai Lama ) الذي هو البوذا الحي ، وسيجد في لهاسا ( Lhasa ) معبدا فخما غاصا بالكهنة والرهبان واللامات ، وهو ( أي جوتاما ) الذي لم تكن مبانيه إلا الخصاص ، والذي لم يكن له أي كهنة ، وإنه ليشهد فوق هيكل مرتفع صنما ذهبيا ضخما يحمل اسم ( جوتاما بوذا ) وإنه ليسمع صلوات ترتل أمام ذلك الرب ، وتلعب الأجراس والبخور دورها في هذه المراسم المدهشة . . ويدرك العلامة الأستاذ العقاد تحمس الباحثين الغربيين للبوذية فيذكر علته ويفنده بقوله [3] .
[1] أنظر : 43 . Religions of the World p : Berry [2] 493 - 492 . The Outline of History p [3] الله ص 82 - 83
201
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 201