نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 191
ومن الواضح نتيجة لذلك أن نقرر أن جل رسالة الأزهر ، وجل رسالة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، وشطرا كبيرا من رسالة وزارة التعليم العالي ووزارة التربية يجب أن يتجه إلى هناك إلى تلك البقاع حيث مئات الملايين الذين يقفون على مفترق الطريق ، فإذا جذبتهم المسيحية كان ذلك هزيمة لنا وأي هزيمة . وهنا أسرع فأقرر أن هذه المشكلة ليست دينية فحسب ، إنها مشكلة سياسية ، فانحياز هذه البلاد إلى المسيحية الأوربية معناه فوز سياسي تسعى له أمريكا وأوربا جاهدتين ، فالمشاهد أن الإسلام ليس دينا فقط ، وإنما هو عون سياسي واقتصادي لنا في تلك البقاع ، لقد اعترفت أكثر دول العالم بإسرائيل وبقيت الدول الإسلامية باسم الإسلام تناضل الدولة الأثيمة وتزعزع أركانها ، ثم إن إسرائيل تسهم بنصيب كبير في إبعاد الإسلام عن تلك البقاع ، فإبعاد الإسلام معناه دخول نفوذ إسرائيل وقوة الإسلام معناها هزيمة إسرائيل . وهذا يسلمنا إلى حقيقة هامة هي حسن اختيار المبعوثين الذين يقومون بتأدية هذه الرسالة ، فيلزم أن نتذكر أننا نقدم الإسلام لغير المسلمين أي أن مبعوثينا لن يذهبوا ليعلموا الفقه والتفسير وأصول الفقه ، وإنما سيذهبون للتبشير بالإسلام ، وسيقفون وجها لوجه أمام أساتذة من الرهبان المتخصصين في دراسة اللاهوت والذين لهم اطلاع واسع على جميع الأديان ومعرفة كبيرة بالدين الإسلامي ، ولن يقف هؤلاء صامتين أمام دعوة الإسلام ودعاة الإسلام وإنما سيبذلون كل الجهد للتغلب على الدعاة المسلمين ، فيجب أن يكون دعاتنا على معرفة واسعة بالفكر الإسلامي وبالديانة المسيحية كما علمها عيسى عليه السلام ، وكما تعلمها للكنائس الآن بعد أن أحدث بها بولس انقلابا عظيما في معتقداتها وشعائرها . هذا بالإضافة إلى إجادة لغة أجنبية على الأقل لتكون وسيلة تقديم الدعوة للناس
191
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 191