نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 190
للشك أن الجيل الجديد في تلك البقاع غير قانع بالبوذية ، وأنه في حيرة من أمره ، وأنه وإن لم يعلن ثورته فهو يسرها ، وربما تجذبه الموسيقى والاحتفالات شأن كل الشبان في العالم ، ولكن معالم الدين لا تجذبه وطقوسه لا ترضيه . هل سيظل هذا الجيل الجديد في شكه وتردده ؟ وإلى أي اتجاه سيتجه ؟ لقد رأيت أن المسيحية الأوربية قد درست هذا الوضع ، ورأيتها تضع الشباك لتصطاد هؤلاء ولتجذبهم إلى حوزتها ، بل رأيتها مسيحية يمكن أن نسميها المسيحية البوذية ، تتبنى بعض طقوس البوذية حتى لا يحس الناس ، بالفارق الكبير بين الدين الذي ألفوه وبين الدين المسيحي الذي يدعوهم ، ويجذبهم ويفتح لهم أبوابه ، رأيت الدعاة يملأون كل مكان ، ورأيت الكنائس تنتشر ، ورأيت المستشفيات والمدارس المسيحية تجذب الناس ، ورأيت ملايين النسخ من الإنجيل باللغات المحلية توزع مجانا بنشاط كبير ، ورأيت الصحف والمجلات والنشرات المسيحية معروضة ها وهناك في وضع جميل وقد كتب فوقها " خذ نسخة مجانا " ، وعلى العموم رأيت زحف المسيحية على هذه البقاع لتأخذ مكان البوذية ، يالله ! لقد هالني ذلك ، ولم يكن الوقت يتسع لي لأكافح لخدمة الإسلام ولم أكن مستعدا لهذه الجولة الطويلة ، وأقسم لقد انفرطت من عيني الدموع ، وأحسست أن عبئا كبيرا يوضع على عاتقي ولم أجد وسيلة للتخلص منه إلا بكتابة هذه السطور لألقي العبء على من يستطيع حمله وتدبير أمره . وليس هذا الوضع خاصا بتايلاند ، وإنما هو وضع شامل لدول شرقي آسيا ، إنك تراه في إندونيسيا وبورما والملايا وسنغافورة والفيلبين مع اختلاف قليل أو كثير ، تجد قلوبا فارغة لم تستطع البوذية أن تحتفظ بها ولا استطاعت اللادينية أن تقنعها ، وهنا يسهل تقديم ديننا الحنيف ،
190
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 190