نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 188
وأعادوني إلى الفندق في موكب حافل في منتصف الثالثة ، ثم همس شاب في أذني بإنجليزية ركيكة : هل تحب أن ترى أعياد البوذية هذا المساء ؟ قلت : نعم ، وسألته ما أعياد البوذية التي يقصدها ؟ فقال لي : إن أعيان البوذية تكاد تكون متصلة ، ولكن أهمها هو ما يجري في هذا الموسم ، أي موسم الفراغ ، فراغ الزراع من العمل لأن الوقت وقت جفاف ، وقد زرع الناس أرضهم في موسم الأمطار والعمل الآن بالمزارع قليل ، وموسم فراغ عند الطلاب فقد بدأت إجازة الصيف ، وفي هذا الموسم يدخل كثير من الناس أديار البوذية ومعابدها لقضاء ثلاثة شهور ، وهي عبادة لا بد أن تحصل مرة على الأقل في العمر . وفي الساعة الرابعة انطلقنا لنشهد هذه الأعياد ، وكل مجموعة من القرى تشترك في موكب منها ، وكنت أرى الموسيقى تدق في جميع الأرجاء والأغاني تنبعث من مكبرات الصوت في عدة نواح ، ورأيت موكبا بهيجا يمشي في طريق عام فاندمجت فيه ، كان الناس به يحملون مظلات كبيرة ملونة مزركشة أشبه في حجمها بمظلات الشاطئ ، وكانت الموسيقى تصحب الركب ، وعلى دقات الموسيقى كان يشترك عدد كبير من الرجال والنساء في رقصات دينية منتظمة ، وبينما يسير الموكب في الطريق العام يخرج له من هذه الناحية ومن تلك جماعات أخرى بمظلاتها وموسيقاها وراقصيها فتنضم لهذا الموكب العام وتسير معه ، وكانت لحظات الالتقاء بين الموكب العام والمواكب الفرعية بديعة للغاية ، فالموسيقى تقرب دقاتها حتى تتلاقى ، ووفود الراقصين والراقصات من الجانبين يداعب بعضهم بعضا في نشوة ظاهرة . وسرت مع الركب حتى غايته بعد أن كبر جدا من كثرة ما تلقى من الجماعات المنضمة إليه من كل جانب ، وهناك في النهاية كانت وفود أخرى محتشدة وموسيقى تملأ الأصقاع وراقصون وراقصات يستقبلون الموكب الحافل ، ثم هدأت
188
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 188