نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 179
وبسبب هذا لجأ أتباع بوذا إلى معابد الهندوس فوضعوا فيها تمثال بوذا ، وأصبح كل ما زاد هو إله جديد أضيف إلى آلهة الهندوس المتعددة ، والعقل الهندي يرحب بمزيد من الآلهة . وهكذا أخذت البوذية تتلاشى في الهندوسية ، وأخذت الهندوسية تمتصها أو تمتص أتباعها يوما بعد يوم . وكان من أسباب ضعف البوذية في الهند بالإضافة إلى ما سبق ، أن البوذية اهتمت بإصلاح الباطن ، أي إصلاح الأخلاق ، فحاربت الشهوة والغرور والكبرياء ، وألزمت بالشعب الثماني من رأي سليم وشعور صائب وسلوك حسن . . . ولكن الهندوسية قنعت بأشياء ظاهرية كالغسل في الأنهار المقدسة والأخذ بالطقوس والقرابين . . . ومعالجة الظاهر أيسر وأسهل من معالجة الأمور الباطنية ، ولهذا تخلى البوذيون يوما بعد يوم عن صراعهم مع نفوسهم ، واكتفوا بقربان يقدمونه أو مظهر يظهرون به كما ترى الهندوسية ، وما ساعد على ذلك تأصل نظام الطبقات الذي رفضته البوذية ، واحتواء الهندوسية على تقاليد القوم وعاداتها مما جرهم إليها يوما بعد يوم [1] . هذا ما آلت له حال البوذية في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد ، ففي داخل الهند ، كانت البوذية تضعف وتنكمش ، ولم تكن البوذية قد عرفت بعد طريقها إلى خارج الهند ، وجاء الملك العظيم آسوكا والبوذية على وشك أن تنهار ، فاعتنقها وبعث فيها الحياة مرة أخرى ، ودفع بها إلى الخارج ، والمؤرخون يعدونه للبوذية شبيها بالقديس بولس أو قسطنطين الأكبر بالنسبة للمسيحية . تعال بنا نقص طرفا من حديث هذا الملك العظيم .
[1] 319 . The Peoples and Religions of India p : Rylands
179
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 179