نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 168
لوجه ، فهم كالعاشق الذي يذوب كمدا وهو لا يعرف من هي حبيبته ، أو كالذي يبني السلم هو لا يدري أين يوجد القصر ، أو كالذي يريد أن يعبر نهرا فينادي الشاطئ الآخر ليقدم له [1] ، وسنعود لهذا التفكير بالنقد فيما بعد : ومن أجل إهمال الإله أو الاتجاه إلى نكرانه أحيانا اتجه براهمة عصره إلى أن يصموه بوصمة الالحاد . والإيمان بإله ، اتجاه نفسي قوي لا يقل عن قوة الغرائز في البشر ، وإهمال هذا الاتجاه يحدث ارتباكا واضطرابا ، ومن أجل هذا نجد أتباع بوذا من بعده يفكرون في الإله ، ويعملون على الوصول إليه أو التعرف عليه . ولما كان بوذا قد ترك هذا المجال خاليا ، فقد لعبت بهم الأهواء ، فاتجه بعضهم إلى الاعتقاد أن بوذا ليس انسانا محضا ، بل إن روح الله قد حلت به . وهذه العقيدة تشبه عقيدة الحلول التي يعتنقها بعض المسيحيين في السيد المسيح ، فيقولون إن شخصيته ثنائية : لاهوتية وناسوتية ، وإن الشخصية اللاهوتية حلت بالناسوت . وتسربت هذه العقيدة أيضا إلى " مدعي التشيع " فقالوا بها فيما يتعلق بعلي بن أبي طالب ، بل ذهب بعض البوذيين إلى القول بأن بوذا كائن لاهوتي هبط إلى هذا العالم لينقذه مما فيه من شرور [2] . بقي موضوع خطير يتصل بالإله عند بوذا ، فاتجاهات البوذية الخلقية واللا عقائدية سببت سرعة انتشار البوذية في الهند لسهولة هذه الاتجاهات
[1] العلامة رادها كرشنن في بحثه السابق ص 6 . [2] عن هذا الموضوع أنظر : أ - حامد عبد القادر : بوذا الأكبر ص 96 ، 120 ، 130 . ب - دكتور أحمد شلبي : المسيحية ص 115 - 117 . ج - دكتور أحمد شلبي : التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ج 2 ص 128 وما بعدها من الطبعة الرابعة . 319 - 318 . p . The Peoples and Religions of India p : Rylands
168
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 168