نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 160
واتخذ تلاميذ بوذا هذا الاتجاه أحيانا نظرية لهم توصل للنجاة أو للنرفانا ، وتقى من تكرار المولد ، وقد حدث أن سأله تلاميذه مرة عن مريد له مات حديثا : هل نجا من تكرار المولد ؟ فأجاب بالايجاب ، ولكن أحد البراهمة سمع ذلك فاعترض على هذا الغموض ، فعاد بوذا يعلم تلاميذه ألا يعنوا بالنظريات والعقائد ، وألا يتكلموا عما بعد الموت ، وأن يوجهوا عنايتهم للعمل ، وكلماته في ذلك هي : أيها التلاميذ ، لا تسألوا أسئلة كهذه ، فإنها عارية من كل نفع ، ولا يقدر أحد على جوابها ، هل تكلم يوما الذي مات ؟ إن السؤال عن الغيب وتجدد الحياة لا يجدي نفعا . ولكنه يعذب العقل وينهك القوى ، عليكم بالسبيل النير الشريف . فإنه يوصلكم إلى السلام في هذه الحياة . واتركوا ما بعده هذه الحياة إلى اليد التي تولته من أول الكون [1] . وعلى هذا عادت النرفانا إلى الغموض ، ويزيد هذا الغموض عند قراءة ما نسب إلى بوذا عنها وهو قوله لمريديه : أيها المريدون ، هي طور لا أرض فيه ولا ماء ، لا نور فيه ولا هواء . لا فيه مكان غير متناه ، ولا عقل غير متناه ، ليس فيه خلاء مطلق ، ولا ارتفاع الادراك واللا إدراك معا ، ليس هو هذا العالم ، وذاك العالم ، لا فيه شمس ولا قمر ، أيها المريدون ، هي طور لا أقول عنه بإتيان ولا بذهاب ولا بوقوف ، لا يموت ولا يولد ، هي من غير أساس ، من غير مرور ، من غير انقطاع ، ذلك نهاية الحزن ( 1 ) . ويقول العلامة رادها كرشنن إن بوذا رفض أن يشرح النرفانا ، وعلى
[1] ثقافة الهند : ( مارس سنة 1950 ) ص 129 . ( 2 ) نقلا عن محمد عبد السلام الرامبوري : فلسفة الهند القديمة ص 134
160
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 160