نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 148
- أقول إنهم طيبون لينون إذ خلصوا روحي من سجن هذا الجسد السئ بلا كبير ألم . فقال له بوذا : أحسنت يا " بورنا " إنك تستطيع بما أوتيته من الصبر والثبات أن تسكن في بلاد قبيلة سرونا باراننا ، فاذهب إليهم ، وكما تخلصت فخلصهم ، وكما وصلت إلى الساحل فأوصلهم معك ، وكما تعزيت فعزهم ، وكما وصلت إلى مقام النيرفانا الكاملة فأوصلهم إليها مثلك . فذهب بورنا إليهم وكانت النتيجة أن آمنوا كلهم بالبوذية واتبعوها [1] . ومثل هذا ما ترويه الأساطير والقصص عن دعوة قطاع الطرق لدخول " النظام " ، فهؤلاء الذين فروا من الحكومات والسلاطين ولجأوا للغابات قد وصلتهم الدعوة ، وأنذرتهم ، بأنهم إن فروا من جنود الحكومة ، فلن يستطيعوا الفرار من الهرم والموت والذنوب . وطالما استجاب هؤلاء للدعوة ، وسجدوا لها ، واتبعوها ، ليتحرروا من قيد الخوف ، وليعيشوا في صفاء ، ولم تصل لهم هذه الدعوة إلا بعد إعداد المريدين إعدادا عجيبا جعلهم يسخرون من كل المتاعب ، ويقدمون على نشر الدعوة ببطولة نادرة وشجاعة عديمة المثال [2] . وكان بوذا يودع مريديه الذين يتخذون طريقهم إلى الدعاية والارشاد بقوله : اذهبوا وانشروا " النظام " في البلاد رحمة بسائر الخلق ، وإيثارا لمصلحة الكثيرين على راحتكم ، ولا يذهبن اثنان منكم في طريق واحد ،
[1] فريد وجدي : دائرة المعارف ج 2 ص 389 - 390 . [2] أنظر بحثا عن " كيف كان بوذا يصطاد الرجال ويرشدهم " وثقافة الهند ديسمبر سنة 1961 " ص 56 - 75 .
148
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 148