نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 147
أتباعه ، حيث بدأت مظاهر النجاح تبدو له ، فالتف حوله عدد كبير من الرجال والنساء والشيب والشبان ، وكانوا جميعا يتخذون من بوذا مثالا لهم ، وكان هو يحيطهم بعنايته ويشملهم جميعا بحدبه ورعايته . واشتهرت دعوته بتسميتها " النظام " أو " عجلة الشريعة " وقد ظل بوذا يدفع عجلة الشريعة إلى الإمام أكثر من أربعين عاما حتى وصلت سنه الثمانين ، واختار حياة المبشر المتسول مع كل ما تشتمل عليه من صعوبات وحرمان ، وسخرية ومقاومة ، ولم يكن بوذا وحده هو الذي يدعو " للنظام " وإنما اختار - كما سبق القول - نخبة من أتباعه ليقوموا بالدعوة لها في مختلف النواحي ، وتدلنا المراجع الرئيسية على أن بوذا كان يختبر الذين سيقومون بالدعوة اختبارا دقيقا قبل أن يرسلهم لهذا الغرض ، ونسوق هنا مثالا من هذا الاختبار : كان أحد المريدين واسمه " بورنا " يريد أن يذهب إلى قبيلة " سرونا بارانتا " لدعوتهم ، وكان بوذا يعلم أن هذه القبيلة معروفة بالشراسة والخشونة ، ولا ينجح معها إلا الثابت الضليع ، فأراد أن يعرف مدى استعداد مريده لتحمل ما قد يلم به من عناء ، فقال له : إن رجال هذه القبيلة قساة سريعوا الغضب ، فإذا وجهوا إليك ألفاظا بذيئة خشنة ، ثم غضبوا عليك وسبوك فماذا كنت فاعلا ؟ فأجاب بورنا : أقول : لا شك أن هؤلاء قوم طيبون ، لينو العريكة ، لأنهم لم يضربوني بأيديهم ، ولم يرجموني بالحجارة . - فإن ضربوك بأيديهم ورجموك بالأحجار ، فماذا كنت قائلا ؟ - أقول إنهم طيبون لينون إذ لم يضربوني بالعصي ولا بالسيوف . - فإن ضربوك بالعصي والسيوف ؟ - أقول إنهم طيبون لينون إذ لم يحرموني الحياة نهائيا . - فإن حرموك الحياة ؟
147
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 147