نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 140
نظرة أخيرة على زوجته وطفله ، وتسلل من القصر ، وامتطى جواده ، وانطلق إلى مرحلة جديدة ، وكانت سنه آنذاك تسعة وعشرين سنة [1] . سار سذهاتا في تلك الليلة شقة بعيدة ، حتى إذا أسفر الصبح توقف خارج أراضي عشيرته على ضفة نهر رملية ، وهناك ترجل ، وقطع بسيفه ذوائبه المتهدلة ، وأماط عنه كل حلية ، وأرسلها مع حصانه وسيفه إلى منزله ، ثم واصل سيره حتى التقى براهبين من البراهمة ، فبقي معهما وتتلمذ عليهما ، وأراد عن طريقهما أن يصل إلى غايته ، ولكن بعد فترة تأكد له أن ما يعيشان فيه من زهادة وتقشف شئ مقصود لذاته ، كأنه الغاية التي يتطلعان إليها ، وكان سذهاتا يريد الزهادة وسيلة لمعرفة أسرار الكون ، ولذلك هجرهما سذهاتا ، وقرر أن يسعى بنفسه لنيل المعرفة وكشف أسرار الكون ، وقد سلك من أجل هذا وسائل متعددة كالتصوف والفلسفة [2] ، ثم انجذب نحو دنيا الرهبنة ، فبدأ حياة الترهب ، لذلك يحسن بنا في هذه المرحلة من حياته أن نسميه غوتاما Gautama أي الراهب [3] ، أوغوتاما أسير الفلسفة الهندية . وقبل أن نسترسل في هذه المرحلة من حياة سذهاتا يحسن بنا أن نتساءل : لماذا اتجهت فلسفة جوتاما إلى الآلام والأشجان حتى أصبحت الحياة كلها في نظره جحيما لا يطاق ونسي ما في الحياة من معروف وخير وتخفيف ضر وتحقيق أمل ؟ ثم لماذا اتخذ التقشف والانقطاع والتبتل سبيلا للوصول إلى كشف الحجاب عنه ؟ .
[1] . 54 . The life of Buddha p : Edward Thomas [2] 43 . Religions of the World p : Berry . [3] هذا ما نرجحه ، وتذكر بعض المراجع أن " غوتاما " كان اسم أسرته ، ومن الألقاب التي أطلقت عليه أيضا لقب " موني " أي المنفرد المنعزل عن الناس فكان يقال عنه " ساكيا موني " أي المتبتل المنعزل من قبيلة ساكيا
140
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 140