نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 139
عصاه ويوشك أن ينكفئ على صدره . وقد احدودب ظهره وتقوس ، وثقل عليه رأسه فلا يطيق حمله ، فاضطرب له سذهاتا وتألم له ، فقال له رفيقه شانا ( Channa ) : هكذا نهج الحياة ولا مفر لنا من هذا المصير ، وتروي قصة أخرى أن سذهاتا رأى مريضا يتلوى من المرض ، ويئن من الألم ، ويشكو من العناء ، وأهله حوله لا يستطيعون إيقاف الألم ، بل لا يرون الداء ، ولا يحسون بالعناء ، فقال له شانا : هكذا نهج الحياة ، وتروي قصة ثالثة أن سذهاتا شاهد جثة أمعن فيها البلى ، وانبعثت منها رائحة مؤذية ونتن كريه ، فاستغرق في التفكير ، فقال له شانا : هكذا نهج الحياة . وفكر سذهاتا في هذا العناء وهذا الشقاء ، ما مصدره ؟ وكيف يمكن التخلص منه ؟ وبخاصة أن كل إنسان لا بد أن يعاني المرض يوما ، ولا بد أن يعاني سكرات الموت ، وكثيرون من الناس يمتد بهم العمر فيعانون الهرم والشيخوخة . وأحس والده باتجاهه ، فحاول مقاومة هذا الاتجاه ، بأن يبعد مناظر الألم عن ابنه ، وأن يسبغ عليه مزيدا من اللذات والمسرات لتجذبه عن التفكير في الآلام والشجون ، ولكن هذه الأحاسيس كانت قد تمكنت من فكر سذهاتا ، فلم يكن من السهل أن ينثني عنها ، ثم إن سذهاتا عمق فيه هذا الطابع ، وكان اتجاهه صدى لأحاسيس نفسية قوية ، ولهذا فإن إبعاده عن هذه المناظر لم يأت بأية ثمرة [1] . واستقر رأى سذهاتا على أن يدع صخب الحياة وأن يبدأ حياة الزهد والفكر لعله يصل إلى معرفة سر الكون ، وفي إحدى الليالي حيث كان القصر يموج بالبشر والمسرات بسبب ولادة ابنه ، قال سذهاتا : وهذه رابطة أخرى علينا أن نفصمها ، وحزم سذهاتا أمره على أن يفارق هذه الملاذ وأن يبدأ تأملاته ، وفي هجعة القصر بعد ما شاهده من مرح وغناء ، ألقى سذهاتا
[1] من رأى Edward Thomas مؤرخ البوذية أن الفترة الأولى من حياة غوتاما غامضة ، وأن ما كتب عنها ليس إلا من الأساطير التي حاكتها أقلام تلاميذه ومريديه بعد أن حصل على المعرفة وبدأ دعوته ( أنظر : The Life of Buddha ص 3 - 5 ) .
139
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 139