نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 115
وهو جينا الثالث والعشرون ، وبسبب هذه المسالمة اعترف الجينيون بآلهة الهندوس فيما عدا الثالوث ( برهما - وشنو - سيفا ) ، وكانوا في بادئ الأمر - كما يظهر من كتبهم - يعترفون بآلهة الهندوس للهندوس ، ويحترمونها للمجاملة والمسالمة ، ولكنهم عادوا فأجلوها لذاتها ، وإن لم يصلوا في إجلالها إلى درجة الهندوس بطبيعة الحال [1] . غير أن العقل البشري يميل إلى الاعتراف بإله ، ويحتاج الالحاد إلى أدلة أكثر من الأدلة التي يحتاجها إثبات الآلهة ، ومن هنا وجد فراغ كبير في الجينية بسبب عدم اعتراف مهاويرا بإله يكمل به صورة الدين الذي دعا إليه ، وكان من نتيجة ذلك أن اعتبره أتباعه إلها ، بل عدوا الجيناوات الأربعة والعشرين آلهة لهم ، ولعلهم بذلك كانوا متأثرين بالفكر الهندي الذي يميل في الأكثر إلى تعدد الآلهة . والجينية تتفق مع الإسلام في جزء يسير يتعلق بروح الإنسان ، ذلك هو استقلال كل روح عما عداها ، وخضوعها للثواب أو العقاب لما يرتكبه صاحبها ، وإن اختلف الإسلام مع الجينية في طريق الثواب والعقاب . وعدم الاعتراف بالإله استتبع عند الجينيين اتجاهات مهمة سلبية تتعلق بالعقائد ، فهم لا يقولون بالصلاة ، ولا بتقديم القرابين ، ولا يعترفون بالطبقات ، ولا بما تدعيه الطبقة العليا في النظام الهندوسي وهي طبقة البراهمة من امتيازات ومزايا . ولكن خلق المسالمة الذي دفع الجينيين إلى الاعتراف بآلهة الهندوس كما ذكرنا آنفا ، دعاهم هنا إلى الاعتراف بالبراهمة ، وأن من الواجب احترامهم المطلق ، وليس معنى هذا وجود طبقة براهمة في الجينية . بل المقصود احترام براهمة الهندوس كطائفة
[1] أنظر : " مهاويرا ، مؤسس الجينية " في ثقافة الهند ( ديسمبر سنة 1951 ) ص 10 .
115
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 115