نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 100
ولكن المسلمين يذبحونها ، ومن أسباب الخلاف كذلك نظرة هؤلاء وأولئك للتماثيل ، فمعابد الهندوس مكتظة بالآلهة ، ومساجد المسلمين لا تماثيل فيها ، وكان من نتائج هذا الخلاف أن تم تقسيم الهند سياسيا إلى دولتين على أساس الدين ، فأعلنت الباكستان بجز أيها الشرقي والغربي دولة إسلامية ، تعداد سكانها ثمانون مليون نسمة 90 % منهم مسلمون ، أما باقي شبه الجزيرة فقد احتفظ بالتسمية القديمة " الهند " وبين سكانه 10 % مسلمون ، إما الغالبية العظمى للسكان فيتبعون الهندوسية ، وتعداد الهند يبلغ حوالي 350 مليون نسمة . ويقول غوستاف لوبون [1] إن الجهود التي بذلت لحمل الهندوس على التوحيد عندما دخلوا الإسلام لم تنجح ، بل أدت إلى إضافة إله جديد إلى الآلهة التي كانوا يعبدونها ، وكثير من الهندوس المسلمين يؤلهون محمدا ، ثم أخذوا يؤلهون عليا ، وأبناء الطبقات الدنيا من مسلمي الهندوس يؤلهون كثيرا من الأولياء ، فيخلطونهم بالآلهة البرهمية القديمة . بقي أن نقرر حقيقة لا تحتاج إلى كبير عناء ، هي أن انحراف مسلمي الهند الذي أورده غوستاف لوبون ، إنما ينطبق على بعض العامة ، أما مثقفو الهند فيتبعون الدين الإسلامي القويم ، ومن بين مثقفي المسلمين الهنود برزت صفوة مختارة من الباحثين المسلمين ، فإقبال ومولاي محمد علي وخودابخش وسيد أمير على وغيرهم ليسوا إلا غرة في موكب الباحثين والمفكرين المسلمين . ولنعد الآن إلى تحول آخر في الهندوسية ، فلقد ثار بعض الزعماء والملوك ، على كثرة الأديان ، فأرادوا أن يخلقوا دينا جديدا يكون مزيجا منها جميعا أو مزيجا من أهمها ، ويعلق غوستاف لوبون على هذه
[1] المرجع السابق ص 626 وانظر كذلك 32 - 30 . Hinduism P
100
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 100