نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 101
المحاولة بأنها لم تنجح ، وأن كل ما عملته هو أنها أضافت دينا جديدا لأديان الهند التي ضارعت أوراق الأشجار في كثرتها [1] ، وأعظم هذه المحاولات هي المحاولة التي قام بها المصلح نانك لخلق ديانة واحدة من الإسلام والهندوسية ، عرفت بمذهب السك ، وقد ولد نانك في أواخر القرن الخامس عشر ، ولما شب دعا لمذهبه الجديد فاتبعه ناس كثيرون ، وبعد قرنين على وفاة نانك ظهر المرشد غووند وهو الذي نظم المذهب ونشره ودافع عنه حتى استقر في الهند كدين جديد يضاف للأديان السابقة دون أن يستطيع أن يجمع بينها . ويمكن أن يعد ضمن هذه المحاولات ما قام به الإمبراطور أكبر ( 1542 - 1605 ) أعظم أباطرة المغول بالهند ، فإن هذا الإمبراطور لم يتمسك بالدين الإسلامي ، بل أعلن سنة 1582 دينا جديدا أسماه " الدين الإلهي " وحث رعاياه على اتباعه ، ولكن هذا الدين اختفى بوفاة الإمبراطور . وانتعشت الهندوسية متغلبة من حيث العدد على كل الأديان التي قامت في الهند ، فالهندوسية ليست دينا فحسب ، إنها - كما قلنا من قبل - مجموعة عادات وتقاليد وأفكار ، إنها التراث الوجداني والعقلي والاجتماعي الذي يتوارثه الهنود جيلا عن جيل ، على أن انتعاشها في الزمن الحديث جاء وقد تشربت من البوذية والجينية والإسلام صورا من أفكارها ، وألوانا من معتقداتها وآدابها ، ويبلغ عدد الهندوس الآن حوالي مائتي مليون نسمة [2] . وينبغي ألا نقع في خطأ وقع فيه بعض الباحثين عن الهندوسية ، فقد ظن هؤلاء أن الهندوسية - وهي تقاليد الهنود وفلسفتهم - لم يكن لها تأثير إلا على سكان شبه الجزيرة الهندية ، فكما كانت اليهودية دين
[1] غوستاف لوبون : حضارة الهند ص 627 . [2] . 42 . Religions of the World p : Berry
101
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 101