ولا ذكر فيها لأي اسم كان ، فإنه من العسير أن تعد مجرد رسالة ، بل ولا رسالة موجهة إلى جماعة محلية ( كما كان شأن معظم رسائل بولس ) . غير أن الكاتب دعا قراءه " يا بني " ( راجع 2 / 1 ) . وكثيرا ما ذكرهم بالإيمان المشترك ، وحثهم على الثبات ، فكانت له إذا سلطة دينية عليهم . يبدو أن الرسالة وجهت إلى جملة من الكنائس تهددها بدعة واحدة ، ويرجح أن تلك الكنائس هي كنائس من إقليم آسية ، كما ورد في التقليد القديم ، وما كتب يوحنا إليهم هو نوع من الرسالة الرعائية الغاية منها تأييدهم وهدايتهم في معركة الإيمان . أما بنية الرسالة فقد اختلفت الآراء فيها . وتزيد المشكلة تعقيدا قلة ما فيها من أدوات الوصل ، ولكن يظهر فيها ما يمكن من الاستدلال إلى تصميم ، وهو أن الكاتب يعود إلى الموضوعات نفسها عدة مرات في الترتيب نفسه . يتبسط الكاتب في فكرة وفقا لحركة لولبية حول موضوع أشبه بنقطة الدائرة ، وهو مشاركتنا لله ، وقد ورد صراحة في المقدمة ( 1 / 3 ) وعبر عنه بألفاظ مماثلة في آية الخاتمة ( 5 / 13 ) . أراد الكاتب أن يبعث في المسيحيين يقينا يقينا هو أن الحياة الأبدية هي لهم هم المؤمنون . وقد أوضح لهم ، ردا على أهل البدع ، ما هي الشروط التي بها ينالون هذه الحياة وما هي العلاقات التي تعرف بها . ليست الرسالة كلها سوى وصف هذه العلامات وهذه الشروط العائدة إلى الحياة المسيحية الصحيحة ، في سلسلة من اللوحات المتحاذية ، يزداد فيها الوضوح من لوحة إلى أخرى . المقدمة : وفيها عرض الموضوع الرئيسي ( 1 / 1 - 4 ) . 1 ) العرض الأول لعلامات مشاركتنا لله ( 1 / 5 - 2 / 28 ) . ينظر هنا إلى المشاركة كما ينظر إلى الحصول على نصيب من نور الله . وعلامة هذه المشاركة : آ ) السير في النور بعد التحرر من الخطيئة ( 1 / 5 - 2 / 2 ) . ب ) حفظ وصية المحبة ( 2 / 3 - 11 ) . ج ) إيمان المؤمنين ، ردا على العالم وعلى المسحاء الدجالين ( 2 / 12 - 28 ) . 2 ) العرض الثاني لعلامات مشاركتنا لله ( 2 / 29 - 4 / 6 ) . توصف مشاركتنا لله في هذا العرض بكلمات البنوة . العلامات التي يعرف بها أبناء الله هي : آ ) عمل البر واجتناب الخطيئة ( 2 / 29 - 3 / 10 ) . ب ) العمل بالمحبة على مثال ابن الله ( 3 / 11 - 24 ) . ج ) اختبار الأرواح بالإيمان بيسوع المسيح ( 4 / 1 - 6 ) . 3 ) العرض الثالث للعلامات والشروط لمشاركتنا لله ( 4 / 7 - 5 / 12 ) . لا ذكر للعلامات السلبية وهي اجتناب الخطيئة . أما العلامتان الإيجابيتان ، وهما المحبة والإيمان ، فإن الكاتب يعود بهما إلى مصدرهما الأول : فإن المحبة ، بعد ما نظر إليها حتى الآن من وجهة إرشادية ( 2 / 3 - 11 ) ومسيحانية ( 3 / 11 - 24 ) ، ينظر إليها هذه المرة من وجهتها الإلهية ، بكل معنى هذه الكلمة ( راجع 4 / 7 - 9 و 16 ) . والإيمان ، بعد ما وصف في الحلقتين الأولى والثانية بسيرة كنيسة وبشهادة الإيمان ( راجع 2 / 22 - 25 و 3 / 23 و 4 / 2 - 6 ) يعرض الآن عرض حقيقة