وأما تاريخ كتابة الرسالة ، فكان قبل اضطهاد نيرون بوقت قليل ، وبعبارة أخرى ، قبل موت بطرس بوقت قليل . كتب الرسول رسالته في رومة ، إذا أخذ بالتفسير الأرجح لكلمة " بابل " في 5 / 13 ، وفيها إشارة رمزية إلى عاصمة الإمبراطورية الرومانية . [ فنها الأدبي ووحدتها وهدفها ] تنبه كثير من النقاد إلى التلميحات إلى المعمودية ، وقد وردت على الخصوص في الفصول الثلاثة الأولى من الرسالة . يضاف إلى ذلك أن هناك من لاحظ تغييرا في المعنى أوله في 4 / 12 . فلا تعد الآلام احتمالا ممكنا ، بل حقيقة راهنة ( 4 / 12 و 5 / 9 وراجع 2 / 20 و 3 / 14 و 17 ) . واعتمد أناس هذه الأمور فعرضوا افتراضات مختلفة في فن الرسالة الأدبي ووحدتها ، وأبرزوا على نحو خاص أصلها الطقسي . رأى بعضهم أنها تورد رتبة خاصة بالمعمودية ( 1 / 3 - 4 / 11 ) أضيف إليها مؤلف كتب بعدئذ ، والمراد منه تشديد المعمدين في الايمان ( 4 / 12 - 5 / 14 ) . وهناك آخرون لا يولون شأنا كبيرا الفروق الملاحظة في ما بين 1 / 3 - 4 / 11 و 4 / 12 - 5 / 11 ، ويعدون 1 / 3 - 5 / 11 عظة للمعمودية أنشئت في صيغة رسالة بإضافة 1 / 1 - 2 و 5 / 12 - 14 . وهناك ، آخر الأمر ، من رأى فيها رتبة من أسبوع الفصح . غير أن هذه الافتراضات تلقى عدة اعتراضات ، فإن وحدة اللغة والانشاء في الرسالة تجعل من غير المحتمل وجود جزءين من أصل مختلف . يرتبط توجيه الرسالة وخاتمتها ارتباطا واضحا بمتن الرسالة ( " الغرباء " : 1 / 1 و 2 / 11 وراجع 1 / 17 والارشاد وهو موضوع الرسالة : 5 / 12 و 2 / 11 ) . يضاف إلى ذلك أن الشكر ( 1 / 3 - 9 ) وشرعة الأخلاق المسيحية ( 2 / 13 - 3 / 7 ) يؤيدان الاعتقاد بأن رسالة بطرس الأولى صممت حقا لتكون رسالة . أجل لقد استغرب بعضهم أنه لم يرد فيها إشارات شخصية تتناول الكاتب والذين كتبت إليهم ، ولكن يفسر ذلك أن الرسالة صدرت عن رجل هو صاحب سلطة في الكنيسة ، ولكنه لم يكن منشئا للجماعات التي وجه الرسالة إليها . وأما تغيير وجهة النظر الذي لوحظ أوله في 4 / 12 ، فلا ينبغي أن يبالغ في شأنه ، لأن الآلام تعد آلاما حاضرة في 1 / 6 ، وأن العدد الكبير لمختلف المحاولات التي أجريت لإعادة تأليف رتبة أو عظة للمعمودية ، بالاستناد إلى نص الرسالة ، يثبت ضعف هذا الافتراض إلى حد بعيد . يضاف إلى ذلك أمران ، فليس في الرسالة ذكر واضح لحفلة المعمودية إلا مرة واحدة ، ولكن في فقرة تتناول أول التوافق بين العهدين القديم والجديد ( 3 / 21 ) ، وذلك يخالف ما ورد في نصوص مثل روم 6 / 3 - 4 وقول 2 / 12 وطي 3 / 5 ، فضلا عن أنه ليس في نص الرسالة أي أثر لتدرج يمكن من إعادة إظهار المراحل لحفلة العماد . فإن الفعل اليوناني الذي فيه تلميح إلى الولادة الثانية قد استعمل في 1 / 3 . فلا سبيل إذا إلى الشك في طبيعة رسالة بطرس الأولى ولا في وحدتها . الرسالة راسخة الأصل في تقليد للتعليم المسيحي كان عاما في الكنيسة القديمة ، وقد حددت الخاتمة هدفها تحديدا دقيقا ( 5 / 12 ) وهو أن يحث ويشدد في الإيمان مسيحيين كانوا على خطر في أن تفتر همتهم ، وقد امتحنت