نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 438
هذا العلق بمستودع الرحم ، وقد قال تعالى " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه في قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة علقة ، فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما ، فكسونا العظام لحما ، ثم أنشأناه خلقا آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين " ! ويقول المفسرون ما يفيد أن الآية بذكرها خلق الإنسان ، من علق ، هو خلقه من تلك الجرثومة ، وأن الآية تلفته إلى ما كان في بدء خلقه ، ثم إلى ما صار إليه من كمال خلقته ، وأن عقله وإرادته ووجدانه وعواطفه ونزوعه إلى الطموح والتسامي وسائر ميوله التي أوجدها الله فيه بعد تكوين جسمه والتي لم يوجدها في سواه ، تجعله مخلوقا وحيدا في نوعه ، ويكفي أن الله تعالى في آية بيان خلقه له ، قال : " ثم أنشأناه خلقا آخر " ، " فتبارك الله أحسن الخالقين " ! ( ح ) وذكر تعالى مسألة خلق الإنسان في آيات كثيرة غير هذه الآيات ، منها قوله في سورة السجدة " الذي أحسن كل شئ خلقه ، وبدأ خلق الإنسان من طين ، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ، ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ، قليلا ما تشكرون " ، وقال تعالى في سورة الروم : " من آياته أن خلقكم من تراب ، ثم إذا أنتم بشر تنتشرون " ، وقال تعالى في سورة التغابن : " هو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ، وصوركم ، فأحسن صوركم " ، وقال تعالى في سورة النمل : " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم ، لا تعلمون شيئا ، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ، لعلكم تشكرون " ! ومن هذا يتضح أن آية : " خلق الإنسان من علق " ، تعطي حكما بذاتها خاصا بخلق الإنسان ، كما تعطي بترتيب وضعها وصلتها بما قبلها معاني أخرى ، فآية " خلق الإنسان من علق " ، تشمل أمرا مستقلا ، وهو أن الإنسان خلق من تلك الجرثومة ، أو أنه خلق اجتماعيا بطبيعته ، ومع ذلك فورودهما بعد قوله " اقرأ باسم ربك الذي خلق " فيه إتمام لسياق الهداية ، وتكميل للمراد بالقراءة !
438
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 438