responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 439


تجد أنه تعالى أطلق لفظة " علق " غير معرفة وبغير قيد أو وصف ، فالآية تفيد أيضا فوق أن الإنسان خلق من جرثومة ، أن الله تعالى أوجد الإنسانية من علاقات الإنسان المنوعة ، ثم إن العلق والارتباط إذا لم يتحدد ، يكون هو ما بين الناس كافة بعضهم لبعض ، وهو المعروف بالتضامن الاجتماعي ، وما بين الناس وخالقهم وهو الاعتقاد به والعبادة له ، وما بين الإنسان وسائر المخلوقات وهو عبارة عن حاجته للأشياء ورغبته فيها لمقتضيات عيشه ، وهي العامل الاقتصادي أو الدافع المادي الذي جعل الإنسان علقا بالمادة يحيا بها وتحيا به ! فالله تعالى قد بين أن حياة الإنسانية حياة صحيحة سعيدة ، إنما تبنى على ترابط اجتماعي وثيق العرى ، وقد حقق الإسلام هذا الإخاء الاجتماعي بقوله تعالى : " إنما المؤمنون إخوة " .
وقد كشف الزمان اللثام عما لم يكن ظاهرا ، بتقدم العلوم ودراسة الطبيعة والاجتماع والسياسة والاقتصاد والشرائع وغيرها ، حتى صار لكل منها علم خاص به كعلوم النفس وعلم الحياة وعلم الاجتماع وعلم الأجناس وغيره ، وقد أفادت جميعها أن الإنسانية عبارة عن علاقات وروابط بين كل الناس أفرادا وشعوبا ، وبين الإنسان والكائنات الأخرى ، وأن الإنسانية ليست إنسانية إلا بهذه العلاقات ، وأنه كذلك يوجد ارتباط بين جسم الإنسان وعقله وروحه ، وأن علاقة الإنسان بخالقه تعالى مظهرها العقيدة به والعبادة له ، وأن آيات العلم قد جاءت لتقويم الشخصية الإنسانية ، وأن الله تعالى لم يجعل للعلم حدا ينتهي إليه ، وأنه كلما وصل الإنسان إلى علم شئ ، علمه الله ما بعده ما لم يعلم " اقرأ وربك الأكرم [1] " !
( 8 ) وبعد : فقد حدثتك في هذا الكتاب عن إنجيل برنابا وأوقفتك على روحانيته وعنيت عند الحديث عن فصل المسيح عبد الله ورسوله ، أن أقدم له بتمجيد الله ، وأنهي التقديم بذكر الموت ، لأنبه إلى أن الرسل لم يأتوا إلا لتعريف



[1] راجع 65 - 118 من وحي الآيات الأولى في تنزيل القرآن للمرحوم الأستاذ أحمد نجيب برادة .

439

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست