responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 437


اتصالا متينا ، كما تفيد كلها أن الإسلام دين رقي وتوحيد واجتماع ! ويقول بعض المفسرين إن تخصيص الإنسان بالذكر في هذه الآية ، هو لأن التنزيل إليه ، أو لأنه أشرف ما على وجه الأرض ، وقال آخر إنه أبهم أولا بقوله " الذي خلق " ثم فسر بقوله " خلق الإنسان من علق " تفخيما لخلق الإنسان ، وقال بعضهم : " قد يكون المقصود بيان ناحية الفائدة من القراءة ، أي أنه لما خلق الإنسان من علق ، كان من الضروري معرفة ما يصون هذا النوع من الخلق ويرقيه " ، وأن ذلك يكون بالقراءة المذكورة ، أي بدراسة طبيعة الكائنات للانتفاع بها في وجوده ومعرفة أثرها فيه ، وتكون هذه القراءة عبارة عن البحث في ذات الحياة الإنسانية وفي علاقة الإنسان بموجودات الكون ومكانته منها وحاجته لمعرفتها ووجوب دراستها وعلاقتها بخالقها !
ولا غرو إذا كانت دراسة خلق الإنسان في مقدمة واجبات الإنسان ، قال تعالى : " أو لم يتفكروا في أنفسهم " ، ومعنى هذا أو لم يتفكروا في أمر أنفسهم فإنها مرآة يتجلى فيها المستبصر ما يتجلى في الممكنات بأسرها ، قال عليه الصلاة والسلام " أعرفكم بربه ، أعرفكم بنفسه " .
ومعنى العلق صلات الحب والمودة وعلاقات الألفة والمعاونة وغير ذلك مما فيه معنى التعلق والارتباط والنسب والمقاربة ، كما أنها اسم جنس لتلك لجرثومة المستحدثة من النطفة . وعلى هذا المعنى الأخير ، تكون الآية قد أشارت إلى خلق الإنسان من تلك الجرثومة التي تخلق منها الحيوانات ، وإنما يأتي امتيازه بعد ذلك ، وعلى هذا يكون معنى خلق الإنسان من علق أي من علق بويضتي الذكر والأنثى إحداهما بالأخرى . ويحصل تكوين العلقة من هذا العلق ! .
وهناك معنى آخر ، وهو أن الله جعل في رحم المرأة موضعا خاصا مهيئا لحياة النطفة كمستقر أو قرار مكين لها ، وموضعا آخر لحياة العلقة بعده تنتقل إليه كمستودع لها ، قال تعالى " هو الذي أنشأكم من نفس واحدة لمستقر ، قد فصلت الآيات لقوم يفقهون " ، فمتى نشبت العلقة في هذا المستودع الأخير وعلقت به ضمنت حياتها ، ثم صارت بعد ذلك مضغة ، فاسم علقة جاء لغة من فعلها وهو

437

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست