responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 424


رسوله صلى الله عليه وسلم وبالتزام طاعته ، وبالاعتقاد بالثواب والعقاب ويوم الحساب ، وقال غيرهم إن الدين لا يكون بمجرد الاعتقاد بصالح الأعمال ، كما لا يكون بالأعمال الصالحة بلا اعتقاد ، أما النصارى فعندهم أن الدين هو عبارة عن مجموع النواميس الضابطة لنسبة الإنسان إلى الله ، أو بين صفات تلك النسبة ، وقال باسكال " أرى أديانا كثيرة متناقضة ، فكلها باطلة ، خلا دينا واحدا ! فاختلاف الأديان وتباينها وتضاربها ناشئ عن مطامع الرجال وإثمهم ، والدين ثابت في قواعده وجوهره ، ولكنه يختلف في صورته الخارجية ، فتنشأ عن ذلك الخرافات والبدع " !
نعم إن الدين الحقيقي واحد ، لأنه ينتمي إلى الحقيقة الأزلية ، وهي الله سبحانه وتعالى ، والحقيقة كما تعلم لا تتجزأ ولا تنقسم ، وما هؤلاء الأنبياء والرسل عليهم السلام ، إلا مرسلون من عند الله هدى للعالمين ، ولو سلمت كتبهم من التصحيف والتحريف ، وسلمت قلوب الشراح [1] والمجتهدين من الزيغ في فهم الحقائق ، لما وجدنا في الناس اختلافا في أديانهم ، ولكن كان ذلك بسماح من الله ، " ولو شاء ربك ، لجعل الناس أمة واحدة " ! ولو اقتصر الناس على ما تلقوه من أنبيائهم ، لما وجدت الوثنية في الوجود ، ولما اختلف عبدة الله عز وجل في فهم حقائق دينهم ، وانقسامهم إلى فرق ومذاهب ، لأن كل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، هم من مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى ، فمن الضروري أن تكون تعاليمهم الدينية واحدة منطبقة على استعداد الناس ، وملائمة لفطرتهم ، ومحسنة لأحوالهم في دنياهم ، ومهيئة لهم الخلود والسعادة في معادهم ، ولكن من أين يكون ذلك للإنسان ، وقد خلق حريصا على منافعه مغاليا في أنانيته ، وهكذا توسع المجتهدون في الأديان وبعدوا بها عن الحالة التي أوجدها الخالق الديان ، وما زال الناس في هذا الاضطراب في أمور دينهم



[1] ذكر لنا أحد زملائنا المسيحيين ، أنه سمع مرة قسيسا يخطب ويقول إن المسلمين حينما يقولون الله أكبر ، يعبدون صنما يسمى أكبر ، فنهره وقال له كفاك جهلا وتضليلا ! .

424

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست