responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 413


الأخرى ، فالإيمان والكفر عنده ، لا يختلفان اختلافا جوهريا ، واليهود والنصارى والمسلمون والمجوس وعباد الأصنام يتفقون عنده ، في أنهم يعبدون إلها واحدا ، ولا يكادون يختلفون ، إلا في الأشكال الخارجية والصور الظاهرية التي تأخذها العبادة عند كل فريق ، وإذن فليس ثمة عنده ، ما يوجب أن يعتقد المسلم أن القرآن بنزوله قد أبطل حكم التوراة والإنجيل ، لأنها كلها صادرة من مصدر واحد ، هو الذات الإلهية ، ومعبرة عن حقيقة واحدة ، هي الحقيقة العلية ، وداعية إلى سبيل واحدة ، هي سبيل الحق والخير !
يضاف إلى هذا ، أن عباد الأصنام ليسوا ملومين في نظر ابن الفارض على عبادتهم هذه ، والذين يلومونهم عليها ، في حقيقتهم مغرقون في الشرك ، لأنهم يجعلون إلى جانب الله معبودا آخر هو الدينار ، الأمر الذي يرتب عليه ابن الفارض أن يكون عابد الأصنام أقل شركا وأقرب إلى روح التوحيد ، وفوق هذا كله ، فله تأويل عجيب ، إذا يرى أن المجوس لم يعبدوا النار على الحقيقة وإنما هم قد رأوا نور الذات الإلهية مرة ، فتوهموه نارا ، فعبدوا ، وضلوا في الهدى بنور الهدى !
ويقول :
في مجلس الأذكار ، سمع مطالع * ولى حانة الخمار ، عين طليعة وما عقد الزنار حكما ، سوى يدي * وإن حل بالإقرار بي ، فهي حلت وإن نار بالتنزيل محراب مسجد * فما بار بالإنجيل هيكل بيعة وأسفار توراة الكليم لقومه * يناجي بها الأحبار ، في كل ليلة وإن خر للأحجار في البد عاكف * فلا وجه للإنكار ، بالعصبية فقد عبد الدينار معنى منزه * عن العار بالإشراك ، بالوثنية وقد بلغ الإنذار عني من بغى * وقامت بي الأعذار ، في كل فرقة وما زاغت الأبصار من كل ملة * وما زاغت الأفكار في كل نحلة وما احتار من الشمس ، عن غرة صبا * وإشراقها من نور إسفار غرتي وإن عبد النار المجوس ، وما انطفت * كما جاء في الأخبار في ألف حجة

413

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست