responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 414


فما قصدوا غيري ، وإن كان قصدهم * سواي ، وإن لم يظهروا عقد نية رأوا ضوء نوري مرة ، فتوهموه * نارا ، فضلوا في الهدى بالأشعة ويتفق ابن الفارض هنا ، مع غيره من الصوفية المتقدمين عليه كالحلاج ، والمعاصرين له كابن عربي ، فالحلاج يرى الأديان كلها لله ، شغل بكل دين طائفة ، كما يرى أن الإسلام والمسيحية واليهودية وغير ذلك من الأديان ، إن هي إلا ألقاب مختلفة وأسماء متغايرة ، والمقصود منها لا يتغير ولا يختلف !
وأما ابن عربي فقد ذهب إلى أن الدين كله لله ، لأن الانقياد - كما يقول الفاشاني في شرحه - ليس إلا له ، سواء انقدت إلى ما شرعه الله ، أو إلى ما وضعه الخلق من النواميس الحكيمة ، لأنه لا رب غيره ، ناهيك بأن الانقياد إنما هو منك لا منه ، إذ أن أصل الفعل منه ، لا من المظاهر ، والمنقاد إليه سواء كان مأمورا به ، من عند الله ، أو من عند الخلق ، مأمور به في الأصل من الله ولله !
وما يقرره ابن الفارض هنا عن عبادة الأصنام وغيرها من المظاهر الطبيعية ، لا يكاد يخرج في مفهومه ومدلوله ، عما يعبر عنه ابن عربي ، بقوله في فصوص الحكم " إن العارف المكمل ، وهو من رأى كل معبود مجلى للحق يعبد فيه !
ولذلك سموه كلهم إلها ، مع اسمه الخاص بحجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو ملك ، فهذا اسم الشخصية فيه ، والألوهية مرتبة تخيل العابد له أنها مرتبة معبوده ، وهي على الحقيقة مجلى الحق لبصر هذا العابد الخاص المعتكف على هذا المعبود في هذا المجلى المختص . . . وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه ، فيظهرون بصور الإنكار لما عبد من الصور ، لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت ، لأنهم علموا أن الوقت مجلى عظيم من مجالي الحق ، يتجلى في كل وقت ببعض صفاته : فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانا ، وإنما عبدوا الله فيها بحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى ، وستره العارف المكمل من نبي ورسول ووارث عنهما ! . . "

414

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست