نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 407
صدرها ، فقال " الدين للديان " ، فقلت " إني أؤمن بأن الدين للديان ، وأنا مع هذا من دعاة حب الناس جميعا ، والعدل معهم في المعاملة والصفاء فيها جميعا ، لأنهم جميعا خلق الله ، ورياضتي يوم الجمعة ، مثل رياضتي يومي السبت والأحد ، ولكنني أيضا من دعاة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولذا تحدثت عن إنجيل برنابا ، وفيه جمع للمعنيين " ! ثم قرأت في مجلة العربي من يقول لمحررها " دعوا الناس تسلك أي طريق تشاء " ، وأعجبني " الدكتور الأديب أحمد زكي في قوله " إن الدين صفاء ، لا يلبث الناس أن يضعوا أيديهم فيه ، فيتعكر ، فإن أردت دينا صافيا ، فاطلبه قبل أن تلوثه أيدي الناس ، أما " دعوا الناس تسلك أي طريق تشاء " ، فأظن أنها دعوة هي من سمة العصر ، فاليوم لا يقف مسلم في سبيل مسيحي ، ليقول له أنت مسيحي . . وأنت . . وأنت . . وإنك . . ولا يقف بوذي في سبيل مسيحي ، ولا مسلم في سبيل بوذي ، فإن كانت النصيحة في أمر دين ، فلها ظرفها ولها مناسبتها ، فما تحرم النصائح في سبيل الخير ، أو ما يعتقد صاحبه أنه الخير في الوقت المناسب والمكان المناسب ! . . [1] " . ولقد تساءل الأخ الأستاذ محمود المنجوري في بحثه الوحدة الروحية ، عن الشاعر الهندوكي رابندرانات تاجور ، وعن كيف يعرف الإنسان ربه ، فقال إن تاجور أجاب بقوله " يجب تفهم طبائع الرغبة الحافزة بالإنسان ، عندما يحاول معرفة حقيقة الله ! ليست هي رغبة الدرس والطموح إلى معلومات جديدة ، تضاف إلى تفكيره - وإلا كان هذا البحث عملا شاقا غير مجد - لأن النفس عندما تشتاق إلى معرفة الله ، وعندما تبحث عنه ، فإنها تبحث عن خلاصها من قيود الفكر والأوضاع المقيدة ، لما تألف من منطق وعرف ، فكل بحث وكل إدراك للحقائق التي تحيط بالإنسان ، إنما في الحق هو فهم لقدرة الخالق المبدع للكائنات - وليس هذا الجهد بعمل يضيف شيئا جديدا إلى معارفنا ، أو بطموح إلى مزيد في متاع الدنيا ، وإنما هو بذل من النفس يقربها من
[1] راجع ص 10 من مجلة العربي عدد يناير سنة 1959 للدكتور أحمد زكي .
407
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 407