نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 408
حقيقتها ! إن معرفة الله لا يمكن أن تكون محدودة في شئ واحد ، وإنما هي حقيقة شائعة وواضحة في النظرة الشاملة إلى الكون جميعه ، فليس الله محدودا - فيحد في مكان أو زمان - ولهذا كان على النفس أن تعبد الله ، إلى عبادتها الظاهرة عبادة باطنة ، بينها وبين الله ، بإزالة الحواجز الروحية التي تعترض الروح في سموها وفهمها حقائق الأشياء ، وباتحادها بالمعاني الجميلة التي يقبلها الضمير في غير تردد ، وبالهداية إلى البر والخير والمحبة [1] " ! ورابندرانات تاجور هذا ، هو الذي يقول في " القربان الشعري " مخاطبا العزة الإلهية : " أنت الذي أريده ، أنت وحدك ، أنت يا رب ، أنا مصغ إليك ، مأخوذ أبدا بك في صمت ، لست أعرف كيف أدرك أسرار إلهامك ، إن موسيقاك لتضئ الدنيا وتسري بأنفاسها في أرجاء السماء ، بينما يجتاز فيضها المقدس ، السدود ، ويجرف الأصفاد . . . إني واثق فيك أيها الحق الكريم الذي أشعلت نور الحكمة في عقلي ، سأبذل نفسي لألتمسك في جميع أعمالي ، أيا قوي ! إن قوتك تهبني الصبر على العمل [2] " ! وهو الذي يقول : " رب ! إله البشر جميعا ، تنزهت عن كل لون وجنس ، يا مهيمنا على جميع الأمم ، وإن اختلفت ألوانها ، وحد بين قلوبنا ، وألهمنا تبادل المحبة ، وأيدها بروح الحق والعدل [3] " ! وقد زار تاجور هذا مصر سنة 1926 ، ولقيه أستاذانا المرحوم الشيخ مصطفى عبد الرازق والدكتور طه حسين ، فسأله أحدهما " ألم تفكر في توحيد ما بين المسلمين وغيرهم من أهل الهند من الناحية الدينية ، بأن يتحد مذهب أولئك وهؤلاء في الدين مثلا ؟ ، فأجاب " ما فكرت في ذلك ، وما ينبغي أن يفكر فيه أحد ، فذلك في ذاته غير ميسور " ، وعلل هذا بقوله : " إن الدين
[1] راجع ص 48 من رابند رانات تاجور للأخ الأستاذ محمود المنجوري . [2] راجع ص 6 من رابند رانات تاجور للأخ الأستاذ محمود المنجوري . [3] راجع ص 62 من رابند رانات تاجور للأخ الأستاذ محمود المنجوري .
408
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 408