responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 406


" كما أن اسم الثوب يختلف باختلاف صاحبه ، وهو هو الثوب نفسه ، هكذا البشر يختلفون على كونهم من مادة واحدة ، بسبب أعمال الذي يعمل في الإنسان ، إذا كنت قد أخطأت ( كما أعلم ذلك ) فلماذا لم توبخوني كأخ ، بدلا من أن تبغضوني كعدو ؟ حقا إن أعضاء الجسد تتعاون ، متى كانت متحدة بالرأس ، وإن ما انفصل منها عن الرأس فلا يغيثه ، لأن يدي الجسد لا تشعران بألم رجلي جسد آخر ، بل برجلي الجسد الذي هي متحدة به ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته ، إن من يخاف ويحب الله خالقه ، يرحم من يرحمه الله الذي هو رأسه ، ولما كان الله لا يريد موت الخاطئ ، بل يمهل كل أحد للتوبة ، فلو كنتم من ذلك الجسد ، الذي أنا متحد فيه ، لكنتم لعمر الله تساعدونني ، لأعمل بحسب ( مشيئة ) رأسي [1] " .
وهو لا يريد بذلك الحلول كما يدعون ، ولا الاتحاد بالمعنى الذي يزعمون ، بل يريد الفناء لشدة الحب ، بالعمل بما يريد المحبوب ووفق مشيئته ، فضرب مثلا - والمسيح كان يحب ضرب الأمثال والقصص للتفهيم - بالجسم ، ويريد به الملأ الصالح ، والرأس هو المفكر ، ولله المثل الأعلا ، والمسيحية التي جاء بها المسيح من نصوص كلامه ، لا ما الحق بكلامه وسيرته من التأويل " لا تدعو إلى التوحيد والتنزيه فحسب ، بل تجعل الله المعشوق الأسمى الذي يتجه إليه وجدان كل إنسان [2] " !
وقد أفاد هذا الحديث أنه يجب أن يكون المتحدث عن الله ، موحدا غير مشرك ، إشراكا خفيا أو جليا ، وليس في حديثه ولا في فهمه شبهة هذا الإشراك .
وذكرت للأخ الدكتور إبراهيم محمد حسن ، الذي يذكر دائما الحديث الشريف القائل " إن الإسلام نور يقذفه الله في القلب ، فيشرح به الصدر " ، أن قد دلتني على بيته - قبل سفره إلى أمريكا - ابنة جاره ، التي تحمل صليبا على



[1] راجع ص 304 من إنجيل برنابا .
[2] راجع ص 37 من محمد الرسالة والرسول للدكتور نظمي لوقا .

406

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست