نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 402
للعدم ، إلا لأن أسباب النعم أغلب لا محالة ، وإنما الذي يتمنى الموت نادر ، ثم لا يتمناه إلا في حال نادرة وواقعة هاجمة غريبة ، فإذا كان حال أكثر الخلق الغالب عليه ، الخير والسلامة ، فسنة الله لا تجد لها تبديلا ، فالغالب أن أمر الآخرة هكذا يكون ، لأن مدبر الدنيا والآخرة واحد ، وهو غفور رحيم ، لطيف بعباده متعطف عليهم ، ومن الاعتبار أيضا ، النظر في حكمة الشريعة وسنتها في مصالح الدنيا ووجه الرحمة للعباد بها ، وليذكر قوله تعالى " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ، لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ، إنه هو الغفور الرحيم [1] " ! * * * وجاء في إنجيل برنابا " ويل للذين يطلبون النقمة ، لأنها إنما تحل بهم . . قولوا لي ! إذا أصيب أخ بجنون ، أتقتلونه لأنه تكلم سوءا وضرب من دنا منه ؟ حقا إنكم لا تفعلون هكذا ، بل بالحري تحاولون أن تسترجعوا صحته بالأدوية الموافقة لمرضه [2] " ! " كما أن اسم الثوب يختلف باختلاف صاحبه ، وهو هو الثوب نفسه ، هكذا البشر ، يختلفون على كونهم من مادة واحدة ، بسبب أعمال الذي يعمل في الإنسان [3] " ! " إن ديننا يخبرنا أن حياتنا حرب عوان على الأرض [4] " ، " إن من يرى أن نوعا من الطعام أمرضه ، حتى خشي الموت ، فإنه بعد أن يحزن على أكله ، يعرض عنه ، حتى لا يمرض ، فهكذا يجب على الخاطئ أن يفعل ، فمتى رأى أن اللذة جعلته يخطئ إلى الله خالقه ، باتباعه الحس في طيبات العالم هذه ، فليحزن
[1] راجع ص 169 - 186 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة . [2] راجع ص 99 و 100 من إنجيل برنابا . [3] راجع ص 304 من إنجيل برنابا . [4] راجع ص 235 من إنجيل برنابا .
402
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 402