نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 403
لأنه فعل هكذا ، لأن هذا يحرمه من الله حياته ، ويعطيه موت الجحيم الأبدي ، ولكن لما كان الإنسان محتاجا وهو عائش إلى مناولة طيبات العالم هذه ، وجب عليه هنا الصوم ، فليأخذ إذا في إعانة الحس ، وأن يعرف الله سيدا له ، ومتى رأى أن الحس يمقت الصوم ، فليضع قبالته حال الجحيم ، حيث لا لذة على الإطلاق ، بل الوقوع في حزن غير متناه ، ليضع قبالته مسرات الجنة ، التي هي عظيمة ، بحيث أن حبة ملاذ الجنة لأعظم من ملاذ العالم بأسرها ، فبهذا يسهل تسكينه ، لأن القناعة بالقليل لنيل الكثير ، لخير من إطلاق العنان في القليل مع الحرمان من كل شئ ، والمقام في العذاب [1] " ، " لعمر الله ، إنه لممقوت أن يحرم المرء الجسد من الطعام ، ويملأ النفس كبرياء ، محتقرا الذين لا يصومون ، حاسبا نفسه أفضل منهم ، قولوا لي ! أيفاخر المريض بطعام الحمية ؟ الذي فرضه عليه الطبيب ، ويدعو الذين لا يقتصرون على طعام الحمية مجانين ؟ لا البتة ، بل يحزن للمرض الذي اضطر بسببه إلى الاقتصار على طعام الحمية " ، " لا يجب على التائب الذي يصوم ، أن يتناول طعاما شهيا ، بل يقتصر على الطعام الخشن ، أفيعطي الإنسان طعاما شهيا للكلب الذي يعض وللفرس الذي يرفس ؟ ! لا البتة ، بل الأمر بالعكس ( 1 ) " . " صحيح كل الصحة أنه يجب تجنب الرقاد الجسدي جهد الطاقة ، إلا أن منعه البتة محال ، لأن الحس والجسد مثقلان بالطعام ، والعقل بالمشاغل ، لذلك يجب على من يريد أن يرقد قليلا ، أن يتجنب فرط المشاغل وكثرة الطعام ، لعمر الله الذي في حضرته تقف نفسي ، إنه يجوز الرقاد قليلا كل ليلة إلا أنه لا يجوز أبدا الغفلة عن الله ودينونته الرهيبة ، وما رقاد النفس إلا هذه الغفلة ( 2 ) " ! " أرأيتم الذين يشتغلون بالحجارة المستخرجة من المقالع ، كيف تعودوا بالتمرن المستمر أن يضربوا ، حتى أنهم يتكالمون ، وهم طول الوقت يضربون بالآلة الحديدية في الحجر ، دون أن ينظروا إليها ، ومع ذلك لا يصيبون أيديهم ، فافعلوا إذا أنتم كذلك ، ارغبوا أن تكونوا أطهارا ، إذا أحببتم أن تتغلبوا دائما
[1] راجع ص 165 و 166 من إنجيل برنابا . ( 2 ) راجع ص 168 من إنجيل برنابا .
403
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 403