responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 401


فيؤاخذ عنده بالاختياري منه ، ولا يؤاخذ بالاضطراري ، فإذا هم بالفعل بتصميم العزم على الالتفات وجزم النية فيه ، فيرى أنه مؤاخذ به ، إلا أنه إن لم يفعل ( إذ قد ينعدم بعد الجزم ، فيترك العمل ) ، فإن كان قد تركه خوفا من الله تعالى وندما على همه ، كتبت له حسنة ، ( لأنه رجح جهده في الامتناع وهمه به ، على همه بالفعل ) ، وإن تعوق الفعل بعائق ، أو تركه بعذر عارض ، لا خوفا من الله تعالى ، كتبت عليه سيئة ، ( لأن همه فعل من القلب اختياري ) .
وبذا وفق الغزالي ، بين ما يدل على المؤاخذة ، كقوله تعالى " إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ، يحاسبكم به الله ، فيغفر لمن يشاء ، ويعذب من يشاء " ، وقوله " إن السمع والبصر والفؤاد ، كل أولئك ، كان عنه مسؤولا " ، وما يدل على العفو ، كقول النبي الكريم " عفي عن أمتي ، ما حدثت به نفوسها ، ما لم تتكلم به أو تعمل به " .
ويقول الغزالي : إن فضل الخوف والرجاء ، بحسب داء القلب الموجود ، فإن كان الغالب على القلب داء الأمن من مكر الله تعالى ، والاغترار به ، وعصيان أمره ، فالخوف أفضل ، وإن كان الأغلب هو القنوط من رحمة الله ( فترك العبادة ، أو أسرف في المواظبة عليها ، حتى أضر بنفسه وأهله ) ، فالرجاء أفضل !
أما عند الموت ، فالأصلح غلبة الرجاء وحسن الظن " وأما روح الرجاء فإنه يقوي قلبه ، ويحبب إليه ربه الذي إليه رجاؤه ، ولا ينبغي أن يفارق أحد الدنيا إلا محبا لله تعالى ، ليكون محبا للقاء الله " فإن من أحب لقاء الله ، أحب الله لقاءه " ، وغاية السعادة ، أن يموت محبا لله تعالى .
ويقول الغزالي " إن حال الرجاء ، يغلب باستقراء الآيات والأخبار والآثار ، وبالاعتبار بأن العناية الإلهية إذا لم تقصر عن عباده ، حتى لم يرض لهم أن تفوتهم المزايد والمزايا في الزينة والحاجة ، كيف يرضى بانسياقهم إلى الهلاك المؤبد ، بل إذا نظر الإنسان نظرا شافيا ، علم أن أكثر الخلق قد هيئ له أسباب السعادة في الدنيا ، حتى أنه ينكر الانتقال من الدنيا بالموت ، وإن أخبر بأنه لا يعذب بعد الموت أبدا مثلا ولا يحشر أصلا ، فليست كراهتهم

401

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست