نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 395
( فالنواة لا تصير نخلا مثلا إلا بالتربية ، ولا تصير تفاحا أصلا ) ، فكذلك الغضب والشهوة ، لا نقدر على قمعهما أصلا ، ولكن لو أردنا سلاستهما وقودهما بالرياضة والمجاهدة ، قدرنا عليه ، ولا يعارضنا في هذا اختلاف الجبلات ( إذ بعضها بطئ القبول ، وبعضها سريعه ، وسبب هذا قوة الغريزة في أصل الجبلة ، وامتداده مدة الوجود ) ، ثم إن الخلق قد يتأكد بكثرة العمل بمقتضاه والطاعة وباعتقاد كونه حسنا ومرضيا ! ويرد الغزالي على قولهم إن الآدمي ما دام حيا ، فلا ينقطع عنه الغضب والشهوة وحب الدنيا ، ولذلك لا يمكن تغيير الأخلاق ، فيقول " إن هذا غلط وقع لطائفة ظنوا أن المقصود من المجاهدة ، قمع هذه الصفات بالكلية ومحوها وهيهات ، فإن الشهوة خلقت لفائدة وهي ضرورية في الجبلة ، فلو انقطعت شهوة الطعام ، لهلك الإنسان ، ولو انقطعت شهوة الوقاع لانقطع النسل ، ولو انعدم الغضب بالكلية ، لم يدفع الإنسان عن نفسه ما يهلكه ولهلك ، ومهما بقي أصل الشهوة ، فيبقى لا محالة حب المال الذي يوصله إلى الشهوة حتى يحمله ذلك على إمساك المال ، وليس المطلوب إماطة ذلك بالكلية ، بل المطلوب ردها إلى الاعتدال ، الذي هو وسط بين الإفراط والتفريط " ! ويرى الغزالي أن حسن الخلق ، يحصل على وجهين : ( 1 ) جود إلهي وكمال فطري ، بحيث يخلق الإنسان ويولد كامل العقل حسن الخلق ( كسائر الأنبياء ) ! ( 2 ) اكتساب هذه الأخلاق بالمجاهدة والرياضة ، بحمل النفس على الأعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب ( فقه النفس ) : ولن ترسخ الأخلاق الدينية في النفس ما لم تتعود جميع العادات الحسنة ، وما لم تترك جميع الأفعال السيئة ، وما لم تواظب عليها مواظبة من يشتاق إلى الأفعال الجميلة ، ويتنعم بها ، ويكره الأفعال القبيحة ويتألم بها ، ومهما كانت العبادات وترك المحظورات مع كراهة واستثقال فهو النقصان ، ولا ينال كمال السعادة به ، والمواظبة عليها بالمجاهدة خير بالإضافة
395
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 395