responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 396


إلى تركها ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم " اعبد الله في الرضا ، فإن لم تستطع ، ففي الصبر على ما تكره خير كثير " !
ويقول الغزالي إن ميل النفس إلى مقتضيات الشهوة ، غريب في ذاته وعارض على طبعه ( لأن غذاء القلب الحكمة والمعرفة وحب الله عز وجل ) " فإذا كانت النفس بالعادة تميل إلى القبائح ، فكيف لا تستلذ الحق لو ردت إليه مدة والتزمت المواظبة عليه ؟ ! " ، " ويستنتج من هذا أن الأخلاق الجميلة يمكن اكتسابها بالرياضة ، وهي تكلف الأفعال الصادرة ابتداء ، لتصير طبعا انتهاء ويقول : " إن هذا من عجيب العلاقة بين القلب والجوارح ( النفس والبدن ) ، فإن كل صفة تظهر في القلب ، يفيض أثرها على الجوارح ، حتى لا تتحرك إلا على وفقها لا محالة ، وكل فعل يجري على الجوارح ، فإنه قد يرتفع منه أثر إلى القلب والأمر فيه دور " !
" ولما كان الاعتدال في الأخلاق ، وهو صحة النفس ، كما أن الاعتدال في مزاج البدن هو صحة له ، فيقول الغزالي " إن مثال النفس في علاجها بمحو الأخلاق الرديئة عنها ، وجلب الأخلاق الجميلة إليها ، مثال البدن في علاجه بمحو العلل عنه وكسب الصحة له ، وكما أن الغالب على أصل المزاج الاعتدال ، وإنما تعتري المعدة المضرة بعوارض الأغذية والأهوية والأحوال ، فكذلك كل مولود يولد معتدلا صحيح الفطرة ، فبالاعتياد والتعليم تكتسب الرذائل ، كما أن البدن في الابتداء لا يخلق كاملا وإنما يكمل ويقوى بالنشوء والتربية بالغذاء ، فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال ، وإنما تكمل بالتربية وتهذيب الأخلاق والتغذية بالعلم ، وكما أن البدن إن كان صحيحا ، فشأن الطبيب تمهيد القانون الحافظ للصحة وإن كان مريضا فشأنه جلب الصحة إليه ، فكذلك النفس منك ، إن كانت زكية طاهرة مهذبة ، فينبغي أن تسعى لحفظها وجلب مزيد قوة إليها واكتساب زيادة صفائها ، وإن كانت عديمة الكمال والصفاء ، فينبغي أن تسعى لجلب ذلك إليها ، وكما أن العلة المغيرة لاعتدال البدن الموجبة للمرض ، لا تعالج إلا بضدها ، فإن كانت من حرارة فالبرودة ، وإن كانت من برودة فبالحرارة ، كذلك الرذيلة التي

396

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست